بدأت فكرة الكتاب بعد زيارات دميتري المتكررة لمصر ومدنها، خاصة مدينة القاهرة، التي يراها مدينة ساحرة تحمل العديد من الأسرار، هي مدرسة حقيقية للحياة، اكتشف بعد معرفتها أن ما حصل عليه من مؤهلات دراسية، بالإضافة لما عرفه طوال حياته وما مر به من تجارب لم يكن شيئا يذكر أمام هذه المدرسة العظيمة. زيارته الأولى لمصر كانت وليدة الصدفة، حيث كان يبحث عن رحلة سياحية إلى المغرب، وعندما لم يجد مكانا له في الرحلات المتجهة للمغرب، قرر تغيير وجهته لمكان آخر… مصر، وكانت هذه هي البداية.
بدايته في القاهرة كانت مثل أي سائح أجنبي، ارتياد الأماكن السياحية، استخدام التاكسي كوسيلة مواصلات، السهر لأوقات متأخرة مع الأصدقاء، الأحاديث الطويلة (عادة شرقية كما يقول)، شرب الشاي وتدخين الشيشة. لكنه قرر تغيير هذا النمط إثر حادث وقع له في وقت متأخر من الليل، حيث فقد الورقة التي كتب عليها عنوانه باللغة العربية، فلم يتمكن من العودة لبيته. قرر بعدها أن يكف عن هذا العبث وأن يعتمد تماما على نفسه، دون اللجوء لأحد، قرر أن يعيش كما يعيش أي مصري، يستخدم الميكروباص، يذهب إلى السوق ويقضي احتياجاته، وليس السوبر ماركت، أن يعمل لتوفير نفقاته الضرورية، أن يحل مشاكله اليومية بنفسه، لم يعد هذا الرجل الذي نصفه سائح والنصف الآخر إنديانا جونز، باختصار قرر أن يرتدي ثوب المصري العادي. وبعد أن استقرت حياته في القاهرة، فتح حسابا على مدونة جي.جي الروسية، وبدأ في تدوين انطباعاته عن البلد.
وبعد وقت قصير، بدأت المدونة تجذب أنظار العديد من القراء، الذين ساهموا بشكل كبير في نشر تدويناته الممتعة، حتى لفتت تدويناته نظر المسئولين في دار نشر "مركز التعاون الإنساني"، ثم صارت هذه التدوينات الجميلة التي ترسم صورا واقعية للقاهرة من الداخل موضوعا للكتاب. وقد نشرت العديد من الحكايات التي يحتويها الكتاب في جريدة "كومسامولسكايا برافدا" الطبعة المصرية ومجلة إن.جوي.