في غمرة الظروف التي تعيشها المنطقة العربية تحت وطأة ما يسمى بالربيع العربي، تغيب القضية الفلسطينية غياباً شبه كامل عن أجندات الجامعة العربية، ولا نرى أي أصوات أو إجراءات حقيقية وصارمة تجاه قوت الجيش والأمن الإسرائيلي، وقتلهم للشعب الفلسطيني الأعزل في كل مكان من الأراضي الفلسطينية وتحديداً في القدس المحتلة والضفة الغربية بشكل عام، حيث تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتقالات وقتل أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في كل مكان. ومن الواضح أنه في ظل غياب أي صوت أو قوة رادعة لهذه الأعمال ضد الشعب الفلسطيني، يتجه الوضع نحو التأزم والتصعيد من قبل السلطات الإسرائيلية، التي من الواضح أنها لا تحسب أي حساب لردات فعل الشعب الفلسطيني الحالية، والتي تختلف اختلافاً كلياً عن تصرفاته وردات فعله السابقة، ما يعني أن بوادر الانتفاضة الحقيقية باتت تظهر علائمها بشكل واضح.
ولكن إسرائيل لم تفهم ذلك أبداً، بل اتجهت نحو التصعيد أكثر من ذلك وقامت باعتقالات فردية وجماعية في مناطق مختلفة، ووصل بها الأمر إلى استفزاز الحركات والفصائل الفلسطينية من خلال اعتقال قياديين بارزين فيها، وعلى سبيل المثال لا الحصر اعتقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية حسن يوسف، ما قد يستدعي أيضا تصعيد من قبل حركة حماس رداً على هذا الإجراء، وبالتالي ينتقل التصعيد إلى أسلوب ومستوى جديد وقد تخرج الأمور عن السيطرة. وهذا ما قد يكون أحد الأسباب التي أجبرت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على القدوم إلى فلسطين للوقوف على سبل تهدئة الأوضاع كما جاء في وسائل الإعلام.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم.