يعيش اليوم في موسكو رجل يبلغ من العمر 52 عاماً يدعى فاليري أنيسيموف، وهو رئيس "اتحاد قدامى المحاربين في سوريا"، لكنه يدعو نفسه "السائح السوري"، وذلك بسبب الخدمة التي قام بها منذ أكثر من20 سنة في سوريا في شكل جندي سوري في دمشق. ومن ضمن أكثر من 4000 جندي روسي أطلقوا على نفسهم "السياح".
وقال أنيسيموف، خلال حديثه لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، إن الخبراء العسكريين الروس متواجدون في سوريا منذ عام 1967، ولكنه ذهب إلى هناك أثناء الخدمة العسكرية العاجلة في 1983-1984 كواحد من 4000 جندي وضابط.
وتابع قائلاً:" خلال حرب لبنان، قمنا بتغطية سماء سوريا من القوات الجوية للناتو وإسرائيل، بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات S-200، حيث كان العالم على شفا حرب نووية وبالقرب من ميناء طرطوس السوري، وصلت ما يقارب 20 غواصة روسية في انتظار اللحظة التي يمكن فيها مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية.
وأشار أنيسيموف أنه في صيف عام 1982، قصفت إسرائيل الكتيبة 16 و19 للدفاع الجوي السوري، وكانت السماء السورية بدون حماية، حيث تمكنت طائرات حلف شمال الأطلسي قصف بيروت، والتقى الرئيس السوري حافظ الأسد (والد بشار الأسد) في موسكو مع بريجنيف وطلب المساعدة.
وأضاف أنيسيموف أنه ذهب إلى سوريا عن طريق إحدى السفن الروسية مع أكثر من 1000 شخص وقبل وصولهم إلى ميناء طرطوس، اجتمعوا على سطح السفينة، وعلموا أنهم سيقومون بتنفيذ واجب وطني في سوريا، وتسلم كلاً منهم أسلحة "كلاشينكوف" وملابس في شكل جنود سوريا.
بعد النزول من السفينة، تم تفريغ المنظومة الشاطئية الصاروخية المضادة للطائرات "أوسا"، وكانت في هذه اللحظة توجد طائرات إسرائيلية تستعد لقصفنا، ولكن عندما رأى الجنود الإسرائيليون أن رادار "أوسا" رصدهم تراجعوا. وكان الجنود الروس يأكلون ويشربون تحت الصواريخ، وكانوا يجلسون في قمرة الصواريخ من الحديد التي وصلت فيها درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية.
وبعد انتهاء الخدمة، عاد الجميع في عام 1984، على متن سفينة "ليونيد سوبينوف" إلى ديارهم من جديد. وبقت منظومة "أوسا" و"إس — 200" في سوريا لتشهد على بطولات الجنود السوفييت في هذا البلد.