وعن الأسباب التي تقف وراء الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها السعودية وآخرها انفجار استهدف مسجد "المشهد" في نجران، أمس، قال إبراهيم، "إن السعودية على المستوى الرسمي يجب أن تعيد مراجعة سياستها… تفجير مسجد نجران هو أحد إفرازات الوضع الداخلي المتوتر والخطاب الطائفي المتشنج الذي يُنتج محلياً".
وأشار إلى أن الذين ينفذون هذه العمليات الانتحارية هم مواطنون سعوديون… وهذه الحوادث الإرهابية جزء من مشهد عام هو مشهد التوتر الأمني في المملكة، والاضطراب السياسي في المنطقة عموماً".
وقال "ما تقوم به القيادة السعودية، اليوم، هو تكريس لخطاب طائفي انقسامي يعزز فكرة الدولة التسلطية، بدلا من الدولة الوطنية… هناك حاجة لبدائل لتخفيف هذه المعاناة والبدء ببرنامج وطني إصلاحي شامل، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية المتردية".
وأكد إبراهيم أن "النظام السعودي" يخسر من هيبته، لأن هذه الحوادث الإرهابية، تشكل خرقاً لجدار الأمن والسياسية الأمنية ودور الدولة.
وتطرق فؤاد إبراهيم، وهو معارض بارز للنظام السعودي، إلى الحكم الصادر، مؤخراً، بإعدام المعارض الشيعي نمر باقر النمر، قائلاً "مثل هذا الحكم كان متوقعاً صدوره من السلطات السعودية… هذا حكم أمني وسياسي ولا علاقة له بالقضاء ولا القانون بهذه القضية، وليس هناك سبب وجيه يدفع لإصدار مثل هذا الحكم".
وعن تداعيات هذا الحكم على الداخل السعودي في حال تم تنفيذه، أكد إبراهيم، أن "مثل هذا الحكم حين يصدر، فضلاً عن تنفيذه، سيزيد تأزيم الوضع الداخلي والوضع الإقليمي… المنطقة في وضع لا تُحسد عليه، وأزمات المنطقة تتفاقم والحروب مندلعة… وتنفيذ هذا الحكم سيكون عنصر توتيري إضافي".
و أضاف، "إذا كانت السلطات السعودية ترغب في الحفاظ على الوضع الداخلي وتماسكه والسيطرة على أي اضطرابات أمنية، عليها أن تراجع مثل هذه الأحكام لأنه ليس من مصلحة النظام تنفيذ مثل هذه الأحكام، لأنها تفتح الأبواب أمام احتمالات غير منظورة".
ودعا إبراهيم "الدولة السعودية إلى تهدئة الخطاب الطائفي المنفلت على المستوى الرسمي وفي المساجد والتعليم ووسائل الإعلام، وأنه يجب أن يُعمم خطاب المصالحة والتسامح والتعايش والوحدة الوطنية".
كما دعا السلطات السعودية إلى احتواء كل التوترات الداخلية على الأقل، من خلال الإفراج عن المعتقلين السياسيين، والبدء بإجراءات برنامج إصلاحي على المستوى الوطني، من أجل إعادة بناء الدولة على أسس وطنية وليس أسس طائفية.
وكانت المحكمة العليا السعودية، أيدت حكماً بالإعدام، صدر بحق المعارض السعودي الشيعي نمر باقر النمر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على خلفية اتهامه بإثارة "الفتنة الطائفية"، وتورطه في مقتل عدد من رجال الشرطة، بحسب الداخلية السعودية.
يشار إلى أن انتحارياً فجّر نفسه، أمس الاثنين، في باحة مسجد "المشهد"، الذي يرتاده الشيعة الإسماعيلية في نجران بجنوب السعودية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة بينهم منفذ الهجوم.