إعداد وتقديم نواف ابراهيم
تبقى الأزمة في سورية ، الشغل الشاغل حالياً للسياسة الإقليمية والعالمية ، وبالرغم من كل مايجري من ضغط على سورية وحلفائها وتحديداً روسيا ، نرى ان العمليات العسكرية للجيش اسوري والتي تتم بإسناد جوي روسي مستمرة على الرغم من كل الإنتقادات والإتهامات الموجهة الى الجيش السوري ورسيا بأنهما لايضربان داعش وانما مايسمى بالمعارضة المعتدلة ، ومن الواضح أنه انطلاقا من التقدم الكبير الذي يتم تحقيقه على جميع الجغرافيا السورية وتصفية المجموعات الإرهابية ودحر غيرها ، بما معناه ان الحلف المعادي لسورية خسر كل اوراق الميدان وفقد الأمل بأن يحقق أي انتصارات تذكر ، لذا نرى أن السياسة الأمريكية تتأرجح تارة منتقدة وتارة تدعو هذا الطرف أو ذاك الى المشاركة في حل الأزمة في سورية ، ليأتي تصريح الممثل الرسمي للخارجية الأمريكية جون كيربي ويصرح أنه لابد من أن يتم اشراك ايران في العملية السياسية في سورية ، في الوقت الذي مازال يصرح حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها تركيا والسعودية ، بأنه لايمكن حل الأزمة في سورية بوجود الرئيس الأسد من خلال تصريحات متناقضة فتركيا قالت أنه لامانع من أن يبقى الرئيس الأسد لمرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر ، ويأتي وزير خارجية السعودية الجبير لكي يقول بأن داعش من صنيعة الرئيس بشار الأسد ، وانه المغناطيس الذي جلب الإرهابيين من جميع أنحاء العالم ليقاتلو نظام الأسد على حد قوله ، ولم يرى هنا أي من المحلللين أو الخبراء والمختصين أي معنى لهذه التصريحات التي تنم عن العجز في التعبير والفعل. وعلى الطرف الثاني نرى أن دولاً عربية باتت تعبر عن استعدادها للقيام بدور وسيط فعال لحل الأزمة في سورية ، وما زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الى دمشق ولقائه مع الرئيس الأسد ، وتصريحاته برغبة لعب هذا الدور ، زد على ذلك قوله ان العرب ظلموا سورية ويجب أن يساعدوها لحل الأزمة والظروف الأن مؤاتية ، ماهو الا دليل على أن تغيرات جديدة قادمة على التعامل مع الازمة السورية دولياً واقليميا ، أما تصريحات قطر والسعودية فإما أن تكون من منطلق حفظ ماء الوجه ومجرد فقاعات اعلامية وهذا أمر قد يكون طبيعي في مثل هذه الظروف ، واما ان يكون جدياً وهذا ضرب من الجنون حسب خبراء ومختصين ، بالطبع التكهن بالمستقبل في ظل مثل هذه المتغيرات جداً صعب ، وهنا ماعلينا ألا أن ننتظر قادمات الأيام لنرى مالذي سيحدث بشأن حل الأزمة في سورية.
التفاصيل في حوارنا مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أحمد صوان