سبوتنيك: بعد مرور أكثر من أربع سنوات على الحرب الدموية السورية، وفشل الولايات المتحدة الأميركية في محاربة الإرهاب، تدخلت روسيا عسكرياً لتغير ملامح المرحلة المقبلة، ما المعادلات الجديدة التي فرضتها روسيا الاتحادية في المنطقة؟
وئام وهاب: لا شك في أن تدخل روسيا في سوريا كان له تأثيراً كبيراً في أكثر من مجال منها.
أولاً، كان هناك تخوف حقيقي من سيطرة الإرهاب على سوريا، ولو سيطر الإرهاب على سوريا، كان هذا الأمر قد انعكس على كل دول المنطقة… الإرهاب كان سينتشر في دول الجوار وباتجاه أوروبا، لذلك التدخل الروسي عالج هذا الخطر، التدخل الروسي أنهى مشروع تحويل سوريا إلى بلد إرهابي.
ثانياً، الهجرة الكثيفة التي كانت ستحصل لو سيطر الإرهابيون على سوريا.
ثالثاً، مصير الأقليات، هناك كان ممكن أن تذبح الأقليات، "وأنا كنت خائفا على مصير الأقليات كوني أنتمي إلى الأقليات"، التدخل الروسي خلق اطمئنانا ما لدى الأقليات على الأقل بأن المصير ليس الذبح والقتل.
والأهم هو أن التدخل الروسي أنهى الجنون الأميركي المستمر منذ خمس وعشرين عاماً، المنطقة عانت من هذا الجنون الأميركي، اليوم كل هذا الإرهاب هو بسبب تدخل الأميركي في العراق وليبيا ومصر وسوريا، كل هذا الأمر كان بسبب الجنون الأمريكي الذي بدأ مع حرب أفغانستان والعراق… منذ الدخول الأميركي إلى العراق لم تشهد المنطقة أي فترة هدوء أو سلام، وفتح الأمريكيون صندوق الشرور في المنطقة، ولم يقفل، حتى الاّن.
سبوتنيك: تواصل القوى الدولية والإقليمية المحادثات في فيينا، برأيكم هل ستصدر أي نتائج إيجابية في الملف السوري؟
وئام وهاب: إذا تعقلنت المواقف فنعم، ولكن على هذه الدول أن تعرف، بأن ما لم تستطع أن تأخذه بالقوة لا تستطيع أن تأخذه بغير القوة في سوريا… مصير (الرئيس السوري) بشار الأسد يحدده الشعب السوري، وليس تركيا أو السعودية، ولا حتى (وزير الخارجية الفرنسي) لوران فابوس… يجب أن يحترموا إرادة الشعوب، لأن السعودية أو تركيا لا يمكن أن تقرر شكل النظام في سوريا، إذا تعقلنت المواقف ممكن أن تصل المباحثات في فيينا إلى عملية سياسية، ولكن البند الأول في فيينا يجب أن يكون توقف الدول المشاركة عن دعم الإرهاب وبالتحديد السعودية وتركيا.
سبوتنيك: لبنان كان حاضراً في محادثات فيينا حول سوريا، كيف من الممكن أن نستفيد من هذه المحادثات؟
وئام وهاب: لبنان يستفيد بإبعاد الخطر عنه… لبنان الذي تورط في البداية بإرسال السلاح إلى سوريا أو عبر اعتماده كممر، أعتقد أن لبنان أخطأ بذلك… المطلوب أن يبعد لبنان الخطر عنه، لبنان فيه أكثر من مليون سوري، وكلما تقدمت العملية السياسية في سوريا، كلما استفاد لبنان عبرعودة السوريين إلى أراضيهم.
سبوتنيك: لبنان يتخبط بلا رئيس للجمهورية… الحكومة مشلولة ومجلس النواب معطل، هل بلغنا حد الانهيار في مختلف مرافق الدولة؟
وئام وهاب: ليس حد الانهيار، ولكن هناك ارتباط بين أزمة لبنان وأزمات المنطقة، إذا لم تحصل حلحلة بهذه الملفات سيبقى وضع لبنان معلقاً، نحن أمام نظام سياسي لا ينتج إلا أزمات، ونحن أمام طاقم سياسي ينهب البلد.
سبوتنيك: هل تتوقعون أن يكون هناك تسوية شاملة في الملف السوري واليمني والليبي قريباً؟
وئام وهاب: بهذه اللحظة أستطيع أن أقول لا، كل مشكلة لها ظروفها، في ليبيا لم يسأل الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون، ما هو اليوم التالي لسقوط القذافي؟
اليوم التالي، سيكون بسيطرة (تنظيم)"القاعدة" على ليبيا، وهنا تكمن أهمية التدخل الروسي في سوريا، روسيا أدركت بأن ليس هناك خطة لليوم التالي في سوريا، ولكن هناك موقف أبله من بعض العرب والأوروبيين بضرورة سقوط الأسد، ماذا يعني سقوط الأسد اليوم التالي؟… سقوط لبنان والأردن، وسقوط كل المنطقة في الإرهاب وموجات النزوح.
سبوتنيك: أين دروز سوريا مما يجري اليوم في المنطقة؟
وئام وهاب: اليوم أستطيع أن أقول أن دروز سوريا مرتاحون أكثر من المرحلة السابقة، هم إلى جانب النظام والجيش، ولكن التدخل الروسي أراح دروز سوريا، ونسبة الخطر على دروز سوريا خفت إلى حد كبير بعد التدخل الروسي.
أجرت الحوار: زهراء الأمير