وكشفت الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في العراق السيدة جين بيرس، في حوار مع "سبوتنيك"، السبت، أرقام العراقيين والسوريين المستضعفين وحاجتهم للمساعدات الغذائية، وتداعيات نقص المنح التي أثرت على قسائم البرنامج.
وإلى نص الحوار..
سبوتنيك: هل حقق البرنامج طموحه بشمول 1,8 مليون شخص شهرياً في كل محافظات العراق وإقليم كردستان بالمساعدات؟
جين بيرس: يُظهر تاريخ جهود المساعدة الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي في العراق مدى إلتزامنا في خدمة الشعب العراقي، وخاصة السكان المتضررين من النزاع.
ومع بداية الأزمة الأمنية في العراق، عام 2014، استطاع برنامج الأغذية العالمي وبسرعة، توسيع نطاق عملياته على عموم محافظات العراق الثمان عشر لتصل إلى 1,8 مليون من النازحين داخلياً بالشهر… عملنا على ذلك بصورة مستمرة حتى أواخر شهر نيسان/أبريل من العام 2015، عندما أصبح التمويل مشكلة وكان من الضروري التقليل من المساعدات، وبسبب قيود التمويل الشديدة، اضطر برنامج الأغذية العالمي في شهر أيلول/سبتمبر أن يقوم بالمزيد من التخفيضات ليكون قادراً على إمداد الموارد المحدودة المتاحة على مدى فترة أطول من الزمن، ونحن نهدف الآن إلى مساعدة 1,5 مليون شخص شهرياً.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، فإن الأسر التي كانت تعيش خارج المخيمات، شهدت تخفيض الحصص الغذائية من برنامج الأغذية، والتي تحتوي على دقيق القمح والأرز والبقوليات والزيوت لشهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر، لكن وعلى الرغم من التخفيض فإن ما يُقارب الـ370 ألف شخص، في المحافظات العراقية الوسطى، ممن لهم الأولوية العليا، كالأنبار وبغداد وصلاح الدين، لا يزالون يتلقون حصصاً كاملة.
سبوتنيك: ما حجم المنح المالية التي يحتاجها برنامج الأغذية العالمي، لتوفير المساعدات الغذائية للعراقيين المستضعفين؟
جين بيرس: إن برنامج الأغذية العالمي يحتاج على الفور إلى 34 مليون دولار أمريكي، لمواصلة دعم النازحين العراقيين، و8,5 مليون دولار أمريكي لدعم اللاجئين السوريين في العراق… وذلك من الآن وحتى نهاية العام الحالي كانون الأول/ديسمبر 2015.
سبوتنيك: من الدول المانحة التي ساعدت برنامج الأغذية العالمي في العراق؟
جين بيرس: إن الدول المانحة التي ساعدت البرنامج في العراق هي، أستراليا، كندا، الدنمارك، والإتحاد الأوروبي، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، آيسلندا، إيطاليا، اليابان، جمهورية كوريا، لوكسمبورغ، هولندا، المملكة العربية السعودية، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
سبوتنيك: في وقت سابق، أعلن البرنامج نيته توجيه كافة الموارد المتاحة إلى أكثر من 48 ألف لاجئ سوري في العراق، ما زالوا بحاجة إلى الدعم، لتلبية احتياجاتهم الغذائي، وخفضت قيمة القسيمة الشهرية للآلاف منهم، هل تم ذلك؟
جين بيرس: نعم للأسف بسبب نقص التمويل الذي نواجهه الآن، فإن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى التقليل من قيمة القسائم المقدمة للاجئين السوريين في العراق، ويساعد البرنامج حالياً 50 ألف لاجئاً سورياً في العراق ممن يعتبرون الأكثر ضعفاً، ولا يمكنهم العيش من دون مساعدة خارجية، واستند قرارنا، فيما يخص تقليل عدد الأشخاص ممن نقدم لهم المساعدة، على تقييم شامل، هذا التقييم وجد أن العراق هو البلد الوحيد في المنطقة حيث يمكن للاجئين، حمل تصاريح العمل، وهذا يتيح لهم كسب المال لتلبية الاحتياجات الغذائية لأسرهم، ولخص التقييم إلى أن 85% من اللاجئين السوريين في العراق لديهم مصدر خارجي للدخل.
يُذكر أن أعداد النازحين العراقيين الذين تركوا مناطقهم التي استولى عليها تنظيم "داعش" في شمال وغرب العراق، تجاوز الثلاثة ملايين نازح، في الوقت الذي ينتظر فيه اللاجئون السوريون تحرير بلادهم من التنظيمات الإرهابية، بتقدم الجيش السوري المدعوم بالطيران الروسي.
(أجرت الحوار: نازك محمد خضير)