في حوادث من هذا القبيل، تبدو كافة السيناريوهات مفتوحة وكل شيء وارد ومقبول، إلى أن تنتهي الجهات المتخصصة من التحقيقات النهائية وتعلن بشفافية عن الأسباب الحقيقية للحادث والتي توصلت إليها التحقيقات النهائية في ضوء المعطيات المتاحة والتقنيات المتوفرة، لأنه ليس من مصلحة أحد إخفاء الحقيقة.
1
يتمنى المجتمع المصري ألا يكون سبب الحادث عمل إرهابي، أو بسبب قصور أمني في مطار شرم الشيخ، إدراكا لتداعيات العمليات الإرهابية على قطاع السياحة وهم على أبواب استقبال الأفواج التي تسعد بقضاء عطلات أعياد الميلاد، والاستمتاع بشمس الشتاء الدافئة في بلد الأهرامات، وارتفعت درجة حرارة القلق مع تتابع قرارات الدول المختلفة بتعليق الرحلات إلى منتجع شرم الشيخ، والذي بدأ بألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، ومؤخراً روسيا.
2
الأكيد أن هناك قلق من جانب الدول المختلفة التي لها رعايا في المنتجعات المصرية، بعد تلك المواقف التي أعلنت عنها بريطانيا والولايات المتحدة، والتي كانت سبباً في إثارة الكثير من القلاقل حول أمن وسلامة الأفواج السياحية في منطقة البحر الأحمر خصوصا الغردقة وشرم الشيخ، والتي بدأت على شكل تقارير إعلامية، حتى وصلت إلى مستوى تصريحات من مسئولين كبار، وترجيح فرضية تعرض الطائرة إلى عمل إرهابي.
3
بيان وزارة الخارجية المصرية أكد التفاعل بإيجابية مع الشواغل الأمنية وحالة القلق لدى الجانب البريطاني، وقامت بتعزيز الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ، وذلك من منطلق اقتناع مصر بأن تعزيز الإجراءات الأمنية يعد اجرءً مفيداً وايجابياً بشكل عام، ويتم تفعيله بشكل دوري، وليس مؤشراً لأسباب سقوط الطائرة أو استباقاً بأي حال من الاحوال لنتائج التحقيقات الجارية ، والتي تتم بكل شفافية ومهنية وبمشاركة خبراء دوليين.
4
يتوقع المجتمع المصري مزيد من العراقيل من جانب الغرب تجاه محاولات القيادة المصرية تجاوز المرحلة الراهنة، هذا الغرب الذي لم يدعم مصر و روسيا بما لديه من معلومات حول الطائرة المنكوبة، ولم يكن متعاونا بالصورة المطلوبة لمكافحة الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي، واكتفى بأثارة الجدل في اتجاه ترجيح سبب واستبعاد آخر للحادث الأليم، في حين أنه لا يمكن تحقيق هذه المعادلة إلا بالاضطلاع على كافة المعطيات المتوفرة والإمساك بالأدلة المادية من واقع مكان سقوط الطائرة المنكوبة.
5
الحساب الرسمي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على موقع التواصل الاجتماع "فيسبوك" أكد عودة الرحلات الروسية في أقرب وقت ممكن، وأنه أجرى اتصال هاتفيا مع الرئيس فلاديمير بوتين، في إطار التفهم المشترك لتوفير أقصى درجات التأمين للسائحين الروس في مصر، وتم الاتفاق بين الرئيسين على تعزيز التعاون بين السلطات المعنية في الدولتين من خلال التنسيق بين سلطات الأمن والطيران المدني في البلدين بهدف ضمان أمن وسلامة السائحين الروس وتعزيز الإجراءات الأمنية للطائرات الروسية، وتم الاتفاق على استئناف رحلات الطيران الروسية إلى مصر في أقرب وقت ممكن.
6
مستوى العلاقات بين القاهرة وموسكو ودرجة التفاهم المشترك بين الرئيسين بوتين والسيسي، والدعم المقدم لمصر ما بعد 30 يونيو/حزيران 2013 لا يمكن تجاهله أو إنكاره، في ظل استمرار الدعم المقدم في مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي انصرفت فيه الحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية عن شعب مصر.
المسئولية السياسية للقيادة الروسية تتطلب اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين من أي خطر محتمل يمكن ان يهدد حياتهم، وكذلك فإن المجتمع المصري يبدو متفهما لموقف الكرملين، ويدرك أن روسيا لن تتخلى عن شعب مصر.