وأوضح وزير الخارجية السعودي أن الأطراف المشاركة في المباحثات في طريقها للتوصل لاتفاق بشأن الملف السوري من شأنه أن يساعد على حل الأزمة وإحلال السلام في سوريا، لكنه في ذات الوقت يرى أن بلاده لا ترغب في أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا. هذا وقد دعا الملك السعودي سلمان وجون كيري إلى حملة عالمية تستهدف تحقيق تحالف دبلوماسي دولي يدفع نحو حل الأزمة السورية، بعيدا عن بشار الأسد.
ويتضح من هذا الكلام أن السعودية والولايات المتحدة تسعيان إلى إحلال السلام والاستقرار في سوريا، لكن هناك أمر في غاية الأهمية لم تشر إليه هذه التصريحات الدبلوماسية التي أسرفت في الحديث عن مستقبل سوريا في ظل المعارضة المعتدلة التي ستشكل مجلس حكم انتقالي يدير شؤون البلاد الذي سيقوم بالإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية تضع البلاد في مصاف الدول الديمقراطية المستقلة، وما يشغل الجميع التخلص من بشار الأسد، وكأن كل هذه الخسائر هينة أمام فكرة التخلص من بشار الأسد، فوصف المعارضة المعتدلة وصف فضفاض لا يحدد أي من الفرق المتحاربة على الأرض السورية يمكن وصفها بالمعتدلة، فهناك العديد من التنظيمات المسلحة تحت مسميات مختلفة. وفي ظل هذا التعريف الغائم هل من الممكن اعتبار داعش تنظيما معتدلا مثلا، كيف يمكن تصنيف تنظيمات مثل "أحرار الشام"، "جيش الإسلام"، "لواء الجهاد في سبيل الله"، "جبهة النصرة"؟
الأمر إذن يحتاج لتحديد دقيق للتنظيمات التي يمكن أن نطلق عليها "معتدلة"، لأن هذا الوصف الغائم سيساعد أي جماعة تسعى إلى التواجد تحت لواء "المعارضة المعتدلة" في سوريا، ستقدم أوراق اعتمادها لنيل هذه الصفة بحثا عن المال والسلاح، وقد تكون في الأساس جماعة إرهابية، كتلك الجماعات التي أذاقت وتذيق العالم الويلات.
لذلك على الولايات المتحدة أن تحدد بالضبط، بعد دراسة دقيقة، من هي تلك التنظيمات التي يمكن وصفها بـ"المعتدلة"، وتلك الأخرى التي يمكن نعتها بـ "الإرهابية"، حتى لا ينتهي الأمر إلى خلط الأوراق، وحصول الجماعات الإرهابية على تمويل وسلاح يمكنها من تصدير الخوف للعالم وابتزازه، ومواصلة تقطيع أوصال الوطن السوري، الذي ذاق مرارة الحرب والتمزيق بسبب هؤلاء.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)