سبوتنيك: كيف تقدر قيمة الخسارة الاقتصادية من جراء الأزمة التي يمر بها القطاع السياحي؟
زعزوع: التأثير المباشر يمكن حصره من واقع الأرقام، التي تحققت في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، أي بحساب متوسط إنفاق السائحين من الجنسيتين البريطانية والروسية، وهما بالمناسبة يمثلا 66% من حركة السياحة الوافدة إلى شرم الشيخ … السياحة الروسية وحدها تمثل 55% من السياحة القادمة إلى شرم الشيخ، وبالتالي تقدر حجم الخسائر المباشرة مليار جنيه مصري شهريا (125 مليون دولار) بالنسبة لمدينة شرم الشيخ، ومليار و200 مليون جنيه مصري (150 مليون دولار) بالنسبة لمدينة الغردقة السياحية.
ومع استمرار فترة حظر الطيران إلى مصر، يتضاعف هذا الرقم المذكور مع مرور كل شهر… هذه هي الخسارة المباشرة… وأنا لا أتكلم عن التأثير السلبي على المقصد السياحي المصري وتباطؤ الحجوزات المستقبلية.
سبوتنيك: وزارة السياحة المصرية بادرت بتدعيم السياحة الداخلية، هل هذا كافي للتقليل من الخسارة الفادحة في القطاع السياحي؟
زعزوع: بالتأكيد السياحة الداخلية ستساعد، على الأقل سيكون هناك حركة في الفنادق المصرية، وستستمر العمالة في عملها ويتم الحفاظ عليها … الوزارة جادة جداً في ملف السياحة الداخلية، ولكني في النهاية أقول إن السياحة الداخلية لا يمكن أن يعتمد عليها وحدها … نحتاج إلى عودة حركة السياحة من الخارج، وطبعاً السياحة الروسية في مقدمة ذلك، فهذا من الأهمية بالنسبة لنا، وكان هنا أكثر من 3 مليون سائح روسي في العالم الماضي … روسيا هي الأساس … ثلث السياحة الوافدة إلى مصر تأتي من روسيا وحدها.
سبوتنيك: هل من الممكن استثمار فترة الأزمة الحالية لإعادة تأهيل للعاملين في مجال الفنادق والسياحة، وذلك لوجود شكاوى في أحيان كثيرة من سلوك العاملين؟
زعزوع: بالتأكيد، فهذا الكلام هام جداً، ويجب أخذ هذه الشكاوى بعين الاعتبار وتطبيق بعض برامج إعادة التأهيل خلال هذه الفترة استعدادا لما بعد تخطي الأزمة الحالية إن شاء الله قريباً، لكن نحن في وزارة السياحة المصرية في هذه الفترة معنيين بالأولويات، والمهم حالياً بأن نحاول أن نجذب سياحا من مصادر أخرى … السوق العربي على سبيل المثال، الخليج والمغرب العربي، أيضاً مهتمين بالسياحة الداخلية، بالإضافة إلى ذلك هناك أولوية مساندة القطاع السياحي بأكمله في طلباته حتى يستمر … هناك مسائل كثيرة جداً تحتاج منا أن نهتم بها في المرحلة الأولى … سوف نحاول من الآن أن ننظر في جميع الملفات كلها.
(أجرى الحوار: عمرو عمران)