وأفاد مصدر محلي من الحسكة، لـ"سبوتنيك"، الخميس، أن تنظيم "داعش" لا يدخر أي فرصة لإرضاء واستقطاب، حتى المرضى النفسيين، وإقناعهم بالانضمام إلى صفوفه، لاسيما بعد حالات الفرار المنتشرة بين مقاتليه، مستخدماً كل عوامل الجذب الممكنة، من أجل تطبيق شعاراته الوهمية القائلة بأن دولته الإسلامية "باقية وتتمدد"، حسب زعمهم.
ويعاني مقاتلو "داعش" من أمراض نفسية، ترافقها أطماع متعددة، إما بالمال أو بالجاه والسلطة، من خلال تسليمهم مواقع قيادية متقدمه… فعندما يحصل أحدهم على غنائم، يسعى للحصول على أكثر مما لديه.
ويعكس ذلك إيديولوجية "داعش"، المتمثلة بمفهوم "البقاء والامتداد"، مع الحفاظ على فرق المعاملة بين المقاتلين الأجانب (المهاجرين)، والمقاتلين المحليين (الأنصار).
ولم يعد أحدهم يرضى بنصيبه، بل يطلب المزيد ويتملق للحصول على المكافآت، فضلاً عن انتشار حالات الإدمان على المخدرات المنتشرة في صفوفهم، علماً أن الكثير من الحالات تتعرض للموت، نتيجة زيادة الجرعة.
وأكد المصدر أن تنظيم "داعش" يقوم بمنح عناصره، علناً، النقود والسيارات والبيوت والمخدرات، أما ما يجري في مدينة الرقة وريف دير الزور الشرقي ومنطقة الشدادي بجنوب الحسكة، فيعتبر خطير جداً.
ويتمثل في استخدام التنظيم للفتيات من "الطائفة الإيزيدية"، كورقة جذب لكسب ولاء العناصر، بعد حالات الفرار الكثيرة في صفوف التنظيم، ولعل آخرها، فرار مسئول الزراعة بالمال من منطقة الشدادي.
ويصل الأمر عند قيادات "داعش" إلى منح أحد عناصره، من أصول عراقية، ثلاث إيزيديات كـ"مكافأة" على الخدمات المتكررة ،التي قدمها لأحد الأمراء العراقيين، وقيل أن هذا الشخص تجمعه صلة قرابة مع "خليفة" الإرهابيين، الأمير أبو بكر البغدادي.
وتابع المصدر، "قام التنظيم بإنشاء مزاد بريف الرقة على السبايا الإيزيديات، وحصر البيع والشراء بين المقاتلين الأجانب فقط".
وفي مدينة الشدادي بجنوب الحسكة، أمر والي الشدادي السابق "أبو أسامه العراقي"، العام الماضي، بإعادة حوالي 200 فتاة إلى الموصل، بعد أن دب الخلاف بين المقاتلين العراقيين والمغاربة، أثناء مزاد على فتاة هي بنت أحد وجهاء الطائفة الإيزيدية، حاول حينها المقاتلون المغاربة شراءها.
وكاد الأمر يصل لحد الاقتتال بين عناصر التنظيم، ما دفع "والي الشدادي السابق" إلى سحب كل "السبايا"، وإعادتهم إلى العراق، خوفاً من الفتنة.