وخلال جلسة للمجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية الإسرائيلية "الكابينت"، ناقش الوزراء إحتمال إنهيار السلطة الفلسطينية وكيفية التعامل مع هذا الوضع إذا ما تحقق ذلك، حيث إنقسمت الآراء، كما أفادت مصادر مطلعة، بين مؤيد لهذا الإنهيار، وقلق ومتخوف من حدوثه.
ورأى تيسير خالد عضو، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن إسرائيل تريد من السلطة الفلسطينية أن تعمل كوكيل ثانوي للمصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية، مشيراً إلى عدم وجود سلطة فلسطينية تمارس حقوقها على الأرض، وفق ما تم الإتفاق عليه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضح خالد، في حديث لـ "سبوتنيك"، أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تدرك أن الجانب الفلسطيني ليس بصدد البحث في مناصب وسلطة، بل بصدد البحث في نقل أوضاع السلطة الفلسطينية، من سلطة تحت الاحتلال إلى دولة فلسطينية تحت الإحتلال من حقها أن تمارس سيادتها على جميع أراضيها المحتلة عام 1967.
وأضاف، "في حال عطلت إسرائيل ذلك فمن حق هذه الدولة أن تتوجه إلى مجلس الأمن وجميع المنظمات الدولية من أجل المطالبة بحقوق هذا الشعب وهذه الدولة التي تخضع للاحتلال".
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن "التهديدات الإسرائيلية لا تخيفنا، لأنهم يبحثون ما بعد انهيار السلطة"، مضيفاً، "نحن في المجلس المركزي الفلسطيني أخذنا قرارات بإعادة بناء العلاقة مع إسرائيل باعتبارها دولة احتلال، يجب علينا أن نفك العلاقة مع هذه الدولة على هذا الأساس، وإيقاف التنسيق الأمني معها".
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تبقى السلطة الفلسطينية وفق مقاييس واهتمامات والمصالح الاسرائيلية، وهذا غير ممكن، لافتاً إلى أن "السلطة الفلسطينية لا يمكن أن تبقى أسيرة للاتفاقيات الموقعة وللشروط والاملاءات الاسرائيلية، ولا يمكن أن تواصل عملها كما تريد إسرائيل".
الجدير بالذكر أن السلطة الفلسطينية تعد نتاج اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في إطار حل الدولتين.
من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، لـ"سبوتنيك"، "إن الإسرائيليين يقرأون الوضع الفلسطيني جيداً، وأن مناقشة خيار إنهيار السلطة الفلسطينية يتعلق بضغوطات أمريكية ذات طابع مالي، من أجل وقف أو تخفيف التمويل للسلطة الفلسطينية، كعامل ممكن أن يؤدي إلى ضعفها أو إنهيارها".
وأشار عوكل إلى وجود تخوّف اسرائيل من أن يأتي وقت تكون فيه السلطة الفلسطينية عبء سياسي وأمني عليها، خاصة في ظل الوضع القائم من مواجهات في الضفة الغربية والقدس، منوهّاً أن "إسرائيل تخشى دور السلطة السياسي من التوجه للأمم المتحدة بمشاريع قرارات لإنهاء الاحتلال أو محاكمات دولية للقيادة الاسرائيلية".
وأوضح أن إسرائيل تناقش مدى الفائدة من وجودة السلطة في ظل الوضع المفتوح على الصراع واحتمال لجوء إسرائيل بعد وقت ليس طويل لخطوات أحادية الجانب، كما عبر عن ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ونوّه إلى أن القيادة الفلسطينية في وضع قد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل لذا يجب أن تقرأ الوضع واحتمالاته وأن تضع السيناريوهات والبدائل، مؤكداً على ضرورة العمل على تفعيل خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة هذا الوضع، إضافة لتحديد ماهية المشروع الوطني والطريق الذي يريد أن يسلكه.
وأضاف، "على القيادة الفلسطينية إنهاء التفكير في المراهنة على الولايات المتحدة الأمريكية، والبحث عن تحالفات جديدة، وتكوين رؤية لكيفية التعامل مع الوضع على الأرض وكل السيناريوهات الجديدة".
يذكر أن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية والمواجهات مع القوات الإسرائيلية في نقاط التماس في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة تدخل شهرها الثالث، حيث وصل عدد القتلى الفلسطينيين إلى 104 قتيلاً إضافة إلى آلاف الإصابات.