واتفق الجانبان التركي والأوروبي، أمس الأحد، على عدد من الملفات المشتركة خاصة اللاجئين والمهاجرين، وتأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي، ومفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد، منح تركيا 3 مليار يورو لمواجهة أزمة اللاجئين المهاجرين.
وأوضح عضو مجلس العلاقات الخارجية المصري، مساعد وزير الخارجية السابق السفير عزت سعد، في حديث لـ "سبوتنيك"، أن الاتحاد الأوروبي عقد صفقة مع تركيا بهدف مواجهة موجة الهجرة إلى أوروبا، موضحاً أن على تركيا تقع مسئولية منع تدفق المهاجرين، في مقابل حوافز سياسية ومالية.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى منع تدفق المهاجرين، وأن تتشدد في مراقبة حدودها مع أوروبا، خاصة بعد اعتداءات باريس، مضيفاً أن أنقرة تدعي أنها أنفقت 7 مليار يورو على اللاجئين، وأنه بمقتضى الصفقة التي تمت مع الأوروبيين حصلت على 3 مليار يورو.
ولفت عضو مجلس العلاقات الخارجية إلى أنه من غير المعلوم من أين سيأتي الاتحاد الأوروبي بهذه الأموال، هل من ميزانية الاتحاد أم المفوضية الأوروبية؟ أم سيتم توزيعها على الدول الأعضاء؟ وما هو المدى الزمني لمنح هذه الأموال؟.
وذكر أن الثمن الذي يطلبه الأتراك إلى جانب الـ 3 مليار يورو، هو تسريع المفاوضات الجارية لتسهيل حصول الأتراك على تأشيرات الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، وإحياء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد.
وحول فرص نجاح مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، أشار السفير إلى معارضة قبرص واليونان، إلى جانب دول أوروبية عديدة تندد بسياسات أردوغان في مجال حرية التعبير وأوضاع الصحافيين، موضحاً أن ملف انضمام تركيا يحمل الكثير من الشكوك حول تحقيقه بشكل عملي.
وشكك مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق في فاعلية خطة العمل المشتركة التي تم إقرارها أمس بين الجانبين، موضحاً أن التزام بعض الدول الأوروبية باستضافة جزء من اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا ليست مؤكدة.
ولفت إلى أنه لا توجد أي ضمانات لوقف الهجرة من السواحل التركية إلى أوروبا، حيث أصبحت بمثابة تجارة تحصل من خلالها عصابات التهريب على مئات الملايين من الدولارات.
وقال السفير عزت سعد، "إن قضية المهاجرين قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وللأسف فإن الممارسات التركية والأوروبية على مدار العامين الماضيين كشفت عن أن كل طرف يسعى قدر الإمكان لاستغلال المأساة الإنسانية لتحقيق مكاسب، بسبب السلوك الدموي لتنظيم "داعش" الإرهابي والذي عزز من ظاهرة "الإسلام فوبيا" في الغرب، حيث هناك دول أوروبية تقوم ببناء أسوار من الأسلاك الشائكة وحالة من الرعب كما لو كان هؤلاء اللاجئون المهاجرون الضعفاء هم دواعش".