قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي عقده في باريس، على هامش مشاركته في قمة المناخ المنعقدة في العاصمة الفرنسية حاليا، إنه أجرى سلسلة من اللقاءات، اليوم الاثنين، مع قادة دول أجنبية.
وأضاف أنه ناقش مع نظرائه عددا من المواضيع الدولية الملحة بما في ذلك، تطورات الأوضاع في سوريا، وحادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية في السماء السوري من قبل سلاح الجو التركي، ومهمة توحيد الجهود الدولية من أجل محاربة "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وتطرق بوتين إلى اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، وقال: "لقد تحدثنا عن سوريا، قبل كل شيء، وبالتحديد عما ينبغي أن يكون في مركز اهتمامنا في المستقبل القريب، وأقصد قائمة المنظمات التي نعتقد أنها إرهابية، وقائمة المنظمات التي تعتبر ممثلة لـ "الجزء السليم" من المعارضة، وتحدثنا عن تكتيك عملنا المشترك على هذا المسار السياسي، وبشكل عام، أعتقد أن هناك فهما إلى أين يجب ان نتجه ".
وأشار بوتين إلى أنه "إذا كنا نتحدث عن ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية، فمن المطلوب العمل على وضع دستور جديد وانتخابات جديدة ومراقبة نتائجها".
وشدد الرئيس الروسي على أن "المسألة السورية تحتاج إلى حل سياسي"، لافتا إلى أنه "آمل أن يتمكن وزراء خارجيتنا في الاجتماع المقبل في فيينا من إيجاد المزيد من النقاط المشتركة، خاصة وتوجد كل المقدمات لذلك".
وحول إسقاط الطائرة الحربية الروسية من طراز "سو — 24" قال الرئيس الروسي: "لم ألتق أردوغان، ولكن مسألة الطائرة طرحتها في كل لقاءاتي. وكل من التقيتهم يشاطروننا الرأي بأنه لم تكن هناك ضرورة لإسقاط طائرتنا، لأنها لم تشكل أي تهديد لتركيا".
وتابع قائلا: "علمنا أن أردوغان لم يتخذ قرار إسقاط الطائرة الروسية، بل أشخاص آخرون، ولكن هذا لا يغير شيئا في المسألة. لا يهمنا من أمر بإسقاط طائرتنا، في كل حال هذا خطأ هائل… والمهم هو أن العملية الإجرامية أسفرت عن مقتل اثنين من عسكريينا".
وحول الدوافع الكامنة وراء التصرف التركي، قال الرئيس الروسي، إن إسقاط الطائرة الروسية كان يهدف إلى تأمين سير وعبور نفط "داعش" إلى تركيا، مشيرا إلى أن كمية كبيرة من النفط الذي يستخرجه هذا التنظيم تصل إلى الأراضي التركية بالذات.
ولدى تناوله مهمة إنشاء تحالف واسع لمحاربة "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية، قال بوتين: "لن يكون ذلك ممكنا ما دام يستخدم البعض جزءا من الإرهابيين لتحقيق أهدافهم السياسية الآنية".
وأضاف: "سنعمل مع فرنسا على مكافحة الإرهاب في سوريا وفقا للاتفاقات القائمة"، معربا عن أمله بأن "التنسيق العملي مع فرنسا في مجال مواجهة الإرهاب سيتعمق أكثر من غيرها من الدول".