وفي هذا الإطار كان لمراسل "سبوتنيك" هذا الحوار مع مستشار وزير الموارد المائية والري في مصر علاء ياسين.
سبوتنيك: ما هي آخر تطورات المفاوضات الجارية حول سد النهضة الإثيوبي؟
علاء ياسين: خلال اجتماع اللجنة الوطنية الثلاثية التي تضم وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا، والذي عقد بالقاهرة مؤخراً، طلب وزير الري المصري الدكتور حسام مغازي، عقد اجتماع سداسي يضم وزراء الخارجية والموارد المائية في الدول الثلاث، واستمرت المشاورات بين المسئولين حتى تم الاتفاق على موعد الاجتماع السداسي، والذي من المقرر أن يُعقد في الخرطوم، خلال الفترة من 6 إلى 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وعبرت مصر عن عناصر القلق الخاصة ببناء سد النهضة، في ظل تسارع عملية البناء، بينما لم يتم البدء في الدراسات الفنية التي كان من المفترض أن تكون قد انتهت، وهذا يعطي إشارة إلى أن نتائج الدراسات الفنية لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
سبوتنيك: ما هي الأسباب التي دفعت مصر للدعوة إلى الاجتماع السداسي؟ وما هو رد الفعل المصري المتوقع في حال تعثر المفاوضات؟
علاء ياسين: مصر تهدف من الاجتماع السداسي البحث عن آلية لتنفيذ الدراسات وضمان تنفيذ التوصيات الصادرة في هذا الشأن، وأن اللجنة الوطنية الثلاثية مهمتها الوحيدة هي إجراء الدراسات، وأن وزير الري المصري طلب خلال الاجتماع الذي عقد بالقاهرة مؤخراً عقد اجتماع سياسي فني يضم وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث.
الموقف المصري من اليوم الأول لم يتغير، بينما الطرف الآخر يتحدث عن فوائد من بناء السد، ومن هنا تلجأ مصر إلى الدراسات الفنية، وأن مصر طوال الفترة الماضية سعت إلى إثبات حسن النية وبناء الثقة والتأكيد على حق دول حوض النيل في التنمية، ولكن دون الإضرار بالمصالح المصرية، ومن هنا يأتي اجتماع السداسي لمناقشة الخلافات والملفات العالقة حول السد.
مصر من اليوم الأول، أعلنت عن رفضها للسعة المقررة لسد النهضة، والتي تبلغ 74 مليار متر مكعب من المياه، وأن هذه السعة مبالغ فيها وليس لها مبرر لا فني ولا اقتصادي، وأن الطاقة الكهربائية المعلن عنها هي 6 آلاف ميغاواط، لن يتم انتاجها من السد، بأي حال من الأحوال، ولن يزيد حجم الطاقة عن 2200 ميغاواط، وأن السد بالوضع الراهن يضر بحجم التدفقات المائية على مصر ويؤثر سلباً على انتاج الكهرباء من السد العالي.
سبوتنيك: كيف تنظر مصر إلى موقف السودان فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة؟
علاء ياسين: السودان دولة شقيقة وهناك عناصر كثيرة مشتركة بين الشعبين، وهناك علاقات تاريخية قوية جداً تربطنا بالسودان، وفيما يتعلق بملف سد النهضة، فإن مصالح الدول هي التي تفرض نفسها على الأرض، فمن الممكن أن يكون هناك فوائد من بناء السد للأخوة السودانيين، وهناك محاولة في أن يكون هناك موقف سوداني متوازن حول بناء مشروع السد.
أجرى الحوار أشرف كمال