114 قتيلاً فلسطينياً وآلاف الإصابات وأوضاع متوترة في مدن الضفة الغربية والقدس، كانت حصيلة "انتفاضة القدس"، التي بدأت شرارتها في الأول من أكتوبر/تشرين أول من العام الحالي.
وأكد المطران عطالله حنا، لـ"سبوتنيك"، أن احتفالات عيد الميلاد في فلسطين ستقام رغم كل الأوضاع التي يمر بها الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن "هذه الاحتفالات تشكل تحدياً للاحتلال الإسرائيلي وتضامناً مع الشهداء".
وأشار حنا إلى أن الطائفة المسيحية تتضامن مع كل الأسر المكلومة والمحزونة ممن فقدوا أبناءهم برصاص القوات الإسرائيلية، مضيفاً "نصلي إلى الله من أجل الشعب الفلسطيني وانعتاقه من الاحتلال، وسنبقى دوماً مع القضية ومطالبين بإنهاء الاحتلال".
ولفت إلى أن "أشجار الميلاد هذا العام ستتزين بصور الشهداء الفلسطينيين، حيث سيأخذ الميلاد المجيد المنحى الوطني والتضامني، فالطائفة المسيحية جزء من مكونات الشعب والقضية".
وشدد على ضرورة توحيد كافة الجهود الفلسطينية وإنهاء الانقسام، موضحاً أن الوحدة حاجة ملحة، لكي يكون الفلسطيني قوي في مواجهة ما يتعرض له.
وأضاف المطران حنا، "نعايد كل المحتفلين في هذا العيد في كل مكان، ونتمنى أن يسود السلام والأمن جميع أرجاء الدنيا وخاصة في فلسطين وسوريا والعراق، فنحن لا نريد حروباً وعنفاً".
من جانبه، أكد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، الأب منويل مسلم، لـ"سبوتنيك"، أن أعياد الميلاد هذا العام تحمل سمة وطابعا خاصا، نظراً لتزامنها مع انتفاضة القدس".
وأشار مسلم إلى أن "الاحتفالات هذا العام ستقوم وستكون مع أهالي الشهداء حيث سنحتفل سوية"، مشدداً على "عدم قدرة الإسرائيلي على مصادرة الفرحة من قلوبنا وشفاهنا، فهم يريدون منا أن نظل في وحل الأحزان والنكد والإحباط".
وأوضح أن "المطلوب من الفلسطينيين أن يقاوموا الاحتلال في الأعياد، فالابتسامة سلاح مثلها مثل الحجر والسكين، فسنفرح رغم الألم، فلا مكان في فلسطين للحزن، وسنضحك دائماً في وجه العدو ضحكة صفراوية لنفقده الشيء الذي يتلذذ به، وهو القتل".
ونوّه إلى أن أعياد الميلاد تجسد الوحدة بين الكل الفلسطيني في مواجهة السلطات الإسرائيلية، داعياً أبناء الديانة المسيحية وعموم الفلسطينيين إلى ضرورة التكافل الاجتماعي في أعياد الميلاد مع أهالي الشهداء والجرحى والأسرى.
وأضاف، "على صعيدي الشخصي، سأقضي أعياد الميلاد في بيوت الشهداءـ بدءاً من عائلة الدوابشة جنوب شرق نابلس، التي أقدم المستوطنون على إحراقهم داخل منزلهم".
وكان مستوطنون قاموا بإحراق منزل عائلة الدوابشة في قرية دوما شرق نابلس في الضفة الغربية، مما أدى إلى مقتل 3 أفراد من العائلة.