إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يبدو من التطورات الميدانيو السياسية الأخيرة بخصوص الأزمة في سورية ، تتجه نحو منحى جديد قد يكون في صالح الحل السلمي للأزمة في البلاد ، وخاصة بعدما باتت المواجهة بين الحلف الداعم لسورية من جهة ، والحلف الداعم للمجموعات الإرهابية المسلحة من جهة أخرى ، وقد بدى هذا واضحاً تماما خلال الحوار الذي أجرته صحيفة "صندي تايم " اللندنية مؤخراً مع الرئيس بشار الأسد ، والذي بدا واضحاً الى أبعد حد في توجيه الرسائل المبتشرة الى دول الغرب والى دول الإقليم التي تشارك في تسعير الأزمة في سورية رغبة منها في اسقاط الدولة السورية منذ عدة سنوات ، كما وبدا الرئيس الأسد واثقاً من نفسه ومن موقف بلاده تجاه مايجري ، وقد حدد بشكل غير مباشر خطوط السياسة الخارجية السورية خلال المرحلة الراهنة وعلى المدى القريب تجاه هذه الدول ، علماً أن السياسة السورية الخارجية على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي لم تتغير بشكل جذري في التعاطي مع الأحداث الجارية والملفات المتعلقة فيها ، حيث حافظت على طريقة التعامل مع مجريات الأحداث على نفس المبادىء والثوابت التي سارت عليها حتى ماقبل الازمة ، ولكن يلحظ تغيير في شدة اللهجة بتوجيه الرسائل وتسمي الأشياء بمسمياتها / دون أي تخوف من ردة فعل هذا الطرف أو ذاك. وبالتالي نرى انه على الرغم من زخم التجاذبات السياسية ، والمناحرات الميدانية ان صح التعبير ، التي نراها حاليا وخاصة بعد دخول روسيا في خضم حل الأزمة السورية بكل ما اوتيت من قوة وضمن اطار الظروف التي لا تسمح بتمدد النزاع من أجل سورية الى حرب اقليمية شاملة أو عالمية ، وهنا تظهر دقة التنسيق بين اطراف الحلف المقاوم لحلف الولايات المتحدة ، ويتأكد يوما عن يوم أن الولايات المتحدة ومن معها من حلفاء دوليين واقليميين قد اصبحوا في عنق الزجاجة ، بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش السورية وحلفائه على الأرض ، وكذلك بفضل قدرة روسيا على المناورات السياسية وتقديم الدلائل على تطورط دول بحد ذاتها في دعم تنظيم داعش الإرهابي واحتوائه.
ومن هنا نرى أن المرحلة القادمة وانطلاقا من الملامح المرسومة بفعل التجاذبات السياسية بين جميع هذه الأطراف ، والتي باتت أقل حدة عن السابق ، باتت تعطي ثماراً على الأرض وتظهر تغيرات في اتجاه حل الأزمة السورية في اطار يعطي الحق للشعب السوري في تقرير مصيره.
التفاصيل مع أستاذ القانون في جامعة دمشق وعضو الوفد الحكومي السوري الى محادثات جنيف الدكتور محمد خير العكام