تتسارع في الآونة الأخيرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط ، وتحديداً في سورية والعراق ، بشكل يثير الريبة الى حد التوقع بالتحضير لعملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة بالتعاون مع قوات التحالف الدولي وعدد من دول المنطقة وعلى رأسها تركيا والسعودية وقطر واسرائيل التي تعمل في الخفاء في الفترة الأخيرة.
والا كيف نفهم الإعتداء الذي قامت به اليوم قوات التحالف الأمريكي ، على أحد المواقع العسكرية السورية شرق سورية ، في مدينة دير الزور حيث راح ضحيته أبرع جنود سوريين وأكثر من عشرين جريحاً ، وفي أي خانة يمكن أن نضع هذا الإعتداء أو الإستفزاز المتعمد للدولة السورية ولروسيا بشكل مباشر ، ويأتي هذا الإعتداء في ظل حملة واسعة من التحركات السياسية الإقليمية والدولية والتهديدات المتواصلة من قبل تركيا لسورية وروسيا ، ضف على ذلك التدخل العسكري التركي السافر في العراق ، من خلال ارسال كتيبة عسكرية الى مدينة الموصل دون أي توضيح من الجانب التركي حول هذه التحركات ، ومن جهة أخرى التهديدات التي أطلقتها السعودية حول أنها تستعد للقيام بعمل عسكري في سورية بالتعاون مع تركية ومشاركة دولة ثالثة لم يتم الكشف عنها ، ومن الطرف الأخر نرى التحشيدات العسكرية الضخمة لدول الغرب ، علماً بعضاً منها تتناقض تصريحاته مع سلوكياته او سياسته تجاه الأحداث في سورية وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا ، التي يتحدث قادتها ومسؤوليها عن أن العدو الأول أصبح داعش ويغازلون تارة الرئيس الأسد مصرحين بأنه يمكن ان يتعاون مع المعارضة المعتدلة لمحاربة داعش ، وأنه يمكنه البقاء في السلطة ريثما يتم تشكيل حكومة انتقالية والى ماهنالك من هذه التصريحات التي لاتدل الا على تخبط واضح في مواقف هذه الدول ، التي تخرق كل القوانين والأعراف الدولية ، ومواثيق الأمم المتحدة التي تحكم السياسات الخارجية لهذه الدول وعلاقاتها مع الدول الأخرى.
في ظل مجريات الأحداث المتسارعة وبعد هذا الإستفزاز الذي قامت به قوات التحاف الأمريكي ضد سورية وروسيا وضد الحلف المقاوم الذي يحارب الإرهاب فعلياً ، كيف يمكن أن تتطور الأمور ؟ وفي أي اتجاه هل سيكون نحو التصعيد أم سيتم التعامل مع هذا الحدث بطريقة تعودنا عليها من الطرفين الروسي والسوري في تمالك الأعصاب وعدم الإنجرار نحو ردود الأفعال ؟
التفاصيل حلقة اليوم الخبير العسكري الإستراتيجي اللواء ثابت محمد