وتعقبت "سبوتنيك" جذور فتيل الأزمة، المشتعلة بين العراق وتركيا، وهي التي بررت وجود قواتها لتدريب "البيشمركة" والمتطوعين من أبناء محافظة نينوى، لاقتلاع تنظيم "داعش" من شمال العراق.
وكشفت لجنة الأمن والدفاع في برلمان العراق عن اجتماع قبل الأزمة بنصف شهر تقريباً، بين اللجنة والسفير التركي في بغداد، حول مهام القوات التركية في الأراضي العراقية، أي بعلم المركز.
وقال مقرر اللجنة، النائب عن التحالف الكردستاني شاخة وان عبد الله، لـ"سبوتنيك"، الأربعاء، "إن عدد القوات التركية التي دخلت العراق، ليس بالكبير، مثلما تناقلت وسائل الإعلام".
وأضاف، "إنما هناك مجموعة من الحراس والآليات التركية لنقل المستشارين والمدربين الأتراك، من مكان لآخر في شمال العراق.
وألمح عبد الله إلى أن لجنة الأمن البرلمانية، قبل نحو 20 يوماً، كان لها اجتماع مع السفير التركي، وكشف الأخير لأعضاء اللجنة عن تواجد قوات تركية في إقليم كردستان وبموافقة الحكومة العراقية المركزية، لتدريب البيشمركة وقوات تحرير نينوى والموصل.
وحينها طالب السفير من اللجنة التوسط للحصول على أسماء منتسبين شرطة وضباط من وزارة الداخلية العراقية، لشملهم بالتدريبات العسكرية، لكن الأسماء لم تُسلم حتى اللحظة، مثلما ذكر شاخة وان عبد الله.
ونوه عضو آخر من لجنة الأمن البرلمانية، ورئيس كتلة الائتلاف الوطنية، النائب كاظم الشمري، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إلى مباحثات سرية بين ممثلي العراق وتركيا في الأمم المتحدة، لحل الأزمة بين البلدين بعيداً عن الإعلام والتهديدات.
وأشار الشمري إلى أن الجانب التركي يؤكد أن وجود القوات للتدريب فقط، بعيداً تماماً عن وجود أطماع أو محاولة لاحتلال الأرض.
وتابع، "إن العراق يرحب بأي دعم دولي في الحرب على الإرهاب، شرط أن يكون الدعم عبر الحكومة، وليس من خلال شخصيات سياسية أو أحزاب وجهات".
وأوضح الشمري أن الأنباء متضاربة حتى اللحظة عن عدد القوات التركية، وهناك من يقول "إنها قوة تقدر بفوج، والفوج تعداده يتراوح ما بين (400-600) عنصر، ومن يقول إن القوة التركية يرافقها حوالي 17 إلى 19 دبابة.
وتدارك الشمري، "لكن لم يذهب أي وفد حكومي رسمي لمعسكر زلكان، للتأكد من وجود القوات التركية ومعرفة عديدها"، مشدداً على ضرورة توجب زيارة أعضاء لجنة الأمن للمنطقة، ورفع تقرير للحكومة، كي تكون دقيقة في مطالباتها الدولية.
ويرى الشمري إنه من غير المعقول الاعتماد على الإعلام والإشاعات في تبني مواقف رسمية تجاه جارة يحتاج العراق تعاونها ودعمها في محاربة الإرهاب.
من جهته أوضح الخبير الأمني العراقي البارز، هشام الهاشمي، لـ"سبوتنيك"، أن حقيقة القوة التركية التي دخلت الأراضي العراقية، هي تبديل "وجبة" مستشارين ومدربين، عددهم ،150 بمعيتهم حماية بنحو 50 عنصراً، من قوات البيشمركة، خلافاً لما تناقلته وسائل الإعلام عن ثلاثة أفواج تركية.
وأضاف الهاشمي، "إن 600 مدرب ومستشار تركي يتواجدون في أربعة معسكرات بمناطق (قلاجون، ورانية، وبامرلي، وبعشيقة) في شمال العراق، لتدريب القوات العراقية والبيشمركة".