سبوتنيك: هناك محاولات حثيثة لإنجاح مبادرة رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين الحريري بشأن التسوية الرئاسية، هل سيكون للبنان رئيس في جلسة 16 الجاري؟
قانصوه: لا يمكن أن نسمي ما تقولين عنه مبادرة… هي أقل من مبادرة، لكنها أكثر من فكرة… هي نوع من الطرح تقدم به الرئيس سعد الدين الحريري، وقال فيه إنه يفضل أن يكون الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، لكن هذه الفكرة لم تتحول إلى فكرة رسمية… وكنا ننتظر أن تتحول هذه الفكرة إلى مبادرة شاملة، بمعنى أنها تتناول سلة كاملة، تشمل على موضوع رئاسة الحكومة، والحكومة وقانون الانتخابات النيابية.
ناهيك عن عدم موافقة حلفاء الرئيس سعد الحريري لهذه الفكرة… فلا حزب القوات اللبنانية اقتنع بفكرة الحريري، ولا حزب الكتائب، ولا جزء من تيار المستقبل، أيضاً.
بناء على كل ذلك، لم تؤخذ مواقف نهائية من هذه الفكرة، لا من قوى 14 آذار التي لاذت بالصمت، لأنها غير راضية عن ترشيح الوزير فرنجية، ولا قوى 8 آذار التي ينتمي إليها الوزير فرنجية… لذلك أنا أستبعد أن يكون للبنان رئيس للجمهورية قبل نهاية العام.
سبوتنيك: هناك تحذيرات غربية من أن استمرار الفراغ الرئاسي سيأخذ لبنان إلى المجهول، هل تعثر انتخاب رئيس سيؤدي إلى انهيار أمني واقتصادي واجتماعي؟
قانصوه: ربما كان الموقف الأميركي من باب التهويل، إلا إذا كان لدى الإدارة الأميركية معلومات، حول خلايا إرهابية نائمة قد تتحرك لتقوم ببعض الجرائم من مثيلات الجرائم التي ارتكبتها في أكثر من منطقة لبنانية… استغربنا هذا الموقف الأميركي لأنه مبالغ فيه، ولا خوف إذا ما تأخر انتخاب رئيس للجمهورية على الوضع الاقتصادي، لكن لبنان يحتاج إلى رئيس للجمهورية، بعد أن أدى هذا الشغور إلى شلل في باقي المؤسسات الدستورية وخاصة في الحكومة والمجلس النيابي.
من هنا مطالبتنا الدائمة بانتخاب رئيساً للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لكي يعود البلد إلى حالة الانتظام الدستوري، لا سيما أننا نواجه خطر الإرهاب.
سبوتنيك: ما مدى ارتباط الملفات الأساسية اللبنانية بالوضع الميداني في سوريا؟
قانصوه: لا شك أن لبنان جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة، بقدر ما يكون هناك حل سياسي للأزمة في سوريا، بقدر ما ترتاح الأوضاع في لبنان، والعكس صحيح… يكفي أن نذكر أن الإرهاب الذي يضرب في سوريا هو نفسه الذي يضرب في لبنان، وما بين لبنان وسوريا وحدة حياة ومصالح، وحينما تتأذى سوريا يتأذى لبنان، والعكس صحيح، أوضاعنا في لبنان متأثرة بشكل عضوي بما يجري في سوريا وفي المنطقة عموماً.
سبوتنيك: هل ستنجح الدولة الروسية في مكافحة الإرهاب في سوريا؟
قانصوه: دائماً نثمن الدور الروسي في مكافحة الإرهاب وخاصة في سوريا، ونحيي الحكومة الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل خاص، على القرارات الكبيرة التي اتخذها لمواجهة الإرهاب، وعلى حجم التضحيات التي تقدمها روسيا لإنهاء هذا الإرهاب في كل ساحات المنطقة، ورهاننا كبير بأن هذا الدور الروسي، من خلال تنسيقه مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري، سيساهم بشكل فعال وكبير في ضرب الإرهاب وفي إنقاذ سوريا والعالم بأسره، لأن خطر هذا الإرهاب لا ينحصر بحدود سوريا والمنطقة، وبالأمس القريب ضرب الإرهاب نفسه في فرنسا وبلجيكا، وقبلها كان قد ضرب في روسيا وأمريكا، لذلك فإن الدور الروسي لا يشكل عوناً لسورياً فقط، بل يشكل عوناً لكل الحريصين على استقرار بلادهم في العالم بأسره.
(أجرت الحوار: زهراء الأمير)