وأكدت "عباس" أنه بالرغم من مرور خمس سنوات من الحرب على سوريا، لم يستطع أحد فرض ارادته بالقوة العسكرية على سوريا، أو فرض قراراه السياسي على دولة سوريا عبر مجموعات إرهابية أو عبر مسلحين أو عبر ضغط دبلوماسي أو حصار اقتصادي
سبوتنيك: دكتورة أشواق كيف يمكن أن يتم حل سياسي لأزمة سوريا وإقرار عملية السلام بالبلاد؟
أشواق عباس: بداية ما جرى بالأمس في مجلس الأمن الدولي هو خطوة ايجابية ولو أنها غير واضحة الملامح بشكل نهائي… بمعنى اتفاق كل الاطراف الدوليين وبإجماع، على أن الحل السياسي السلمي هو الحل الوحيد في سوريا… هذا إقرار بأن الحرب التي وقعت على الأرض السورية، وخاصة فيما يتعلق الحرب على الإرهاب، أمر معترف به دولياً واقرارهم بان الحل السياسي السلمي وفق ارادة الشعب السوري هو الحل السليم.
نحن نعلم ان هناك تدخلات دولية فمن هو الشعب السوري، ومن هو المقصود بالأحقية المشروعيةلمن يمثل التيارات أو الأطياف السورية؟… بعض الدول تنزع الشرعية من طيف ما وتلحقه بطيف آخر، وهذا سيكون محط اختلاف خلال الأيام المقبلة… فهل نستطيع منع تدخل دولي في صناديق الاقتراع؟… هل من الممكن ألا تقوم بعض الدول، ولا سيما دول الجوار الاقليمي، بالتدخل والضغط على بعض الأطراف السورية؟… هنا المقصود بإمكانية إيجاد بعض العراقيل في اتجاه التسوية السياسية.
سبوتنيك: قرار مجلس الأمن دعا لحوار المعارضة مع الحكومة السورية في يناير/ كانون الثاني المقبل… ما هي الآلية التي يمكن الاستناد عليها في تلك المفاوضات؟ وماهي الأطراف التي ستشارك، هل هي المعارضة الداخلية أم الخارجية؟
أشواق عباس: هنا السؤال الجوهري … ما هي معايير من يجلس على طاولة الحوار؟… الحالة الاولى الدولة السورية، الأمر واضح هناك حكومة شرعية، وإن هناك اقرار دولي بان الحل يجب ان يكون سوريا والخلاف في الطرف الثاني هناك تدخلات دولية وليست بالضرورة تذهب باتجاه واحد.
الأمريكيون يدعمون وصول نمط من الشعب السوري، قد يكون إسلامي، لكن معتدل… بخلاف السعودية التي تدعم طرف أكثر تطرفاً من الاسلاميين… وصدرت الكثير من الأحاديث والتصاريح السياسية الرسمية منذ أيام بضرورة إظهار قوائم باسم مجموعات معارضة إرهابية كي تستبعد من أي دعوة للمفاوضات… لكن هناك قوائم تتحدث عن معارضة مسلحة معتدلة، وبعض الدول من تنزع طيف مسلح من قائمة لتضعه في قائمة اخرى، بخلاف دول أخرى تقوم بدور مناقض لذلك… وهنا إشكالية حقيقية.
أما فيما يتعلق بالمعيار الثاني، أي نوع من المفاوضات نحتاج ومن الراعي لها… فقبيل شهر من الآن دعا المبعوث الدولي دي مستورا، لجلسات العصف الفكري وتشتمل على 4 ملفات أساسية، وهي ملفات الإرهاب واللاجئين وحماية مؤسسات الدولة وإعادة الإعمار والعملية السياسية في البلاد… ويمكن لدي مستورا أو بعض الدول الدعوة لانعقاد جلسات العصف الفكري لمجموعة الخبراء من الدولة السورية بواقع عشر أفراد ومثلهم للمعارضة والمجتمع المدني… أعتقد ان المسالة شائكة تحتاج لجهود كبيرة من جميع الدول.
سبوتنيك: رئيس وزراء تركيا صرح بأن بلاده لن تعترف بأى قرارات دولية لحل الأزمة السورية مع بقاء الأسد؟
أشواق عباس: خمس سنوات من الحرب على سوريا… هل استطاع أحد فرض ارادته بالقوة العسكرية؟… أو فرض قراراه السياسي على دولة سوريا عبر مجموعات إرهابية او عبر مسلحين او عبر ضغط دبلوماسي أو حصار اقتصادي أو حتى سرقة مقدرات الشعب السوري؟… بما فيهما أمريكا والأتراك الذين يتكلمون باسم أردوغان… هناك ضرورة للتحدث عن البعد لتلك التصريحات… فالأولوية الآن للحل السياسي… الشعب السوري عانى كثيراً ولم يبق أحداً إلا وتاجر بالقضية السورية… منذ يومين صرح الرئيس بشار الأسد بأنه لا يحق لأحد أن يتحدث بإرادة الشعب السوري، ولا يحق له أن يقول على هذا الرئيس أن يرحل أو ذاك أن يرحل… لنترك العمل السياسي يأخذ مجراه.
سبوتنيك: ما هي الآلية التي يمكن من خلالها وقف إطلاق النار في سوريا قبيل المحادثات المرتقبة بين المعارضة والحكومة السورية؟
أشواق عباس: هناك اشكاليات حقيقية فيما يتعلق بمعايير الحل السياسي أو كيف يفهم كل طرف في مجلس الأمن معيار الحل السياسي… الفكرة هي الاتفاق على قوائم من جميع الأطراف بما فيها الدولة السورية، بأن المعارضة يمكن أن تذهب لطاولة الحوار وهو الأكثر جدوى ونجاعة في وقف إطلاق النار.
أما في حال اختلاف الدول بأن هذا إرهابي أو ليس إرهابي، فهذا يعيدنا لنقطة البداية في الحرب علي سوريا، وعودة الخلاف على أن هذا الطرف سيدعم هذا الطرف على حساب طرف آخر.