القاهرة — سبوتنيك
قال الباحث في السياسات الأمنية المختص في الشرق الأوسط، علي الرجّال، إن العام المشرف على الإنتهاء شهد تغيرات دراماتيكية على مستوى الصراعات السياسية والعسكرية في المنطقة، مشيرا إلى أن أحد أهم التغيرات هذه تتمثل في الموقف الروسي المباشر من الأزمة السورية.
وأوضح الرجّال في لقاء مع وكالة "سبوتنيك" قائلا "على الرغم من ضرورة التدخل الروسي، لاعتبارات ذاتية وموضوعية، إلا أنه شكّل سلاحا ذو حدين. كان له مضار ومنافع في آن واحد".
وفسّر "يوجد من دوافع التدخل ما يخص الروس بشكل حصري وما يخص الصراع نفسه. ناهيك عن فكرة تهديد بشار الأسد وهو أحد أهم حلفاء الروس عموما، لكن أيضا سوريا بالنسبة لروسيا مسألة أمن قومي. يمكنك القول بأنها أول خط من خطوط الدفاع الروسية قبل دول البلقان والحدود الروسية. هذا بالإضافة لوجود مئات المقاتلين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، ولعودتهم إلى بلادهم أثارا كارثية".
وأضاف "الدوافع هذه أيضا أعادت تشكيل الكثير من الأمور ميزت العام الحالي بالتغيرات الكبيرة. من ناحية، أدى التدخل الروسي لارتفاع كبير في معدل التوتر العالمي، وأستفز الحلفاء العرب في الخليج وتركيا. لكنه أيضا أدى إلى زيادة الحاجة إلى التحالف المتماسك ضد الإرهاب بعد إخفاق التحالف الدولي وبعد وصول التهديدات الإرهابية إلى الغرب في بيته".
وشكك الرجّال في احتمالية أن الموقف الروسي ساهم في تشكيل رأي مصري مخالف للأزمة السورية. وقال "منذ البداية والدولة المصرية لها معالجة مختلفة للأمر في سوريا، حتى في وقت الإخوان المسلمين، بغض النظر عن المؤتمرات والمواقف الإعلامية، لكن قلب الدولة الصلب لا يريد تفكيك الجيش والدولة السورية، وهذا موقف مصري تقليدي منذ عهد الرئيس المخلوع مبارك وحرب العراق في 2003".
واستطرد "العام الحالي أيضا يقارب على الانتهاء واضعا الأتراك في مأزق كبير جدا. بعد التهور التركي ضد روسيا وتنامي نفوذ التنظيمات الإرهابية، فالوقت الحالي يضع الأتراك أمام مأزق. هل سيتنازلون عن مكتسباتهم في سوريا، وهي آخر ما تبقى لهم، أم سيستمرون في معالجتهم التي أفقدتهم كل هذه المكتسبات؟ أتصور أن الروس هم من وضعوهم أمام هذا المأزق، وأتصور أيضا أن الأتراك لم يجيبوا حتى الآن".