وأفضت أعمال التدمير إلى إلحاق أضرار جسيمة في الفناء الغربي المتاخم للمسرح الروماني الذي يعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي، فضلاً عن العديد من الأماكن في القلعة الأيوبية التي تحيط بالمسرح الروماني، مما قد يؤدي إلى احتمال وقوع أضرار أخرى.
وقالت بوكوفا في بيان صادر، اليوم الجمعة "إن أعمال التدمير التي لحقت في بصرى إنما تشكل تصعيداً جديداً في الممارسات الفظيعة جراء الحرب الجارية هناك، ويجب أن تتوقف هذه الممارسات في أسرع وقت ممكن حتى يتاح للجهات المعنية تعزيز الاتفاق المبرم محلياً والرامي إلى صون تراث ثقافي لا بديل عنه في بصرى".
وتابعت "إن حماية المواقع الثقافية لا تنفصل البتة عن حماية الأرواح البشرية، وهو ما يتيح لسوريا أن تستعيد سبيل السلام. أما المسرح الروماني في بصرى فهو يجسد ثراء وتنوع هوية الشعب السوري. وإني أطالب كافة المهنيين المعنيين بالثقافة عبر العالم، ولاسيما الأطراف الفاعلة في أسواق التحف الفنية، بتوخي أقصى درجات الحذر من أجل مكافحة الإتجار بالممتلكات الثقافية الآتية من بصرى".
وأوضح البيان أن مدينة بصرى القديمة هي موقع أثري رئيسي تتجاور فيه آثار من العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية. أما المسرح الروماني الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي، وتتسم بنيته المعمارية بطابع فريد من نوعه، وظل في حالة حفظ استثنائية، بعد أن تم بناؤه على الأرجح في عصر الإمبراطور الروماني تراجان، فقد انضم إلى مجموعة من الحصون التي بنيت في عصور متأخرة، ما بين عامي 481 و1251 ميلادية، وذلك من أجل تشييد قلعة منيعة لحماية طريق دمشق.