إعداد وتقديم نواف إبراهيم
السياسات الخارجية التركية ليست فقط سياسات خارج نطاق القانون الدولي ، الذي يحكم العلاقات بين الدول ، بل هي سياسات عدائية تنطوي على تعنت تركي يسعى الى تسعير الأزمات المشتعلة أصلاً حول تركياً ، والتي لعبت تركيا دوراً محورياً في تسعيرها مع سورية من خلال فتح حدودها أمام المجموعات الإرهابية المسلحة ودعمها بشكل واضح ومباشر ومشاركتها في سرقة النفط السوري من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش " الإرهاب ، ليأتي اسقاط الطائرة الروسية سوخوي 24 في مرحلة أشد صعوبة من حياة الازمة في سورية ، وتأتي الحكومة التركية على تصرف أكثر رعونة ومخالفة للقانون الدولي من خلال إرسالها قوات عسكرية تركية الى العراق متجاوزة كل القوانين والشرائع التي تحكم علاقات الدول وحسن الجوار ، على الرغم من الرفض القاطع من قبل القيادة العراقية شعبياً ورسمياً وعسكرياً ، وبالرغم من أم الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجه الى تركيا كي تخرج من العراق وتحترم القانون الدولي ، وبدل أن تزعن تركيا الى سياسة الأمر الواقع وتطبيق احكام العقل السياسي للخروج من المأزق التي أوقعت نفسها فيها ، ذهبت بإتجاه أخر يضمن لها الغرق في اتون الخلافات مع دول جارة ودولة أخرى من دول العالم معولة على دعم قطري أو اسرائيلي يضمن لها بعضاً من التعويض في الجانب الإقتصادي ، ليأتي رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو ويصرح من جديد تصريحات نارية لا تنم عن رغبة تركية في حل هذه الازمات ، التي افتعلتها وباتت خطرة وبان أثرها على الساحة التركية الداخلية ، ومن هنا فان ماجاء على لسان اوغلو بخصوص سحب القوات التركية من العراق ليقول أن تركيا لاتنوي سحب قواتها من العراق قبل تحرير الموصل من "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام " ، لا بالعكس تركيا تفكر بزيادة قواتها العسكرية في العراق عدة وعتاداً وجنوداً، وهذا ما استفز القيادات العراقية التي توجهت الى المجتمع الدولي كي يتخذ الإجراءات المناسبة والا فإن العراق لن يقف مكتوف الأيدي وسيختار الإسلوب والطريق الذي يضمن له الدفاع عن سيادته ووحدته.
في ظل هذه التصرفات المتهورة من القيادة التركية ، وهذه الرعونة في السياسة التركية ، تدل على تخبط سياسي كبير يهدد ليس فقط تركيا من الداخل وانما المنطقة ككل ، وقد يسهل امر تطبيق مشروع التقسيم الذي عملت عليه دول معروفة غربية واقليمية بدءً من سورية ، فهل سيحقق اردوغان هذا المشرع ووهو على دراية كاملة بما يفعل ؟ أم أنه يتصرف بجهل قد يودي به وببلاده الى الهاوية في ظل التطورات الحاصلة ؟
التفاصيل مع أستاذ العلاقات الدولية والخبير بالشأن التلاكي الدكتور بسام أبو عبد الله