وتعد الغواصة الجديدة هي الأحدث من نوعها، ومشابهة للغواصة السابقة "تانين" التي استلمتها إسرائيل من ألمانيا في 2012، وبإمكانها حمل 50 شخصا على متنها، وتستطيع حمل صواريخ ذات رؤوس نووية، كما تتميز بقدرتها على البقاء تحت الماء مدة أسبوعين، وتستطيع الاختفاء دون تتبع من أجهزة الرصد المتطور، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.
ويعود تاريخ حصول إسرائيل على هذا النوع من الغواصات إلى عام 1999 عندما حصلت على أول غواصة من هذا الطراز وحملت الاسم دون تغيير وهو "دولفين"، ثم في 2000 امتلكت غواصتين أخريين من نفس الطراز وهما "ليفايثين" أي (وحش البحار) و"تيكوما"، وانضمت الغواصة الرابعة والتي حملت اسم "تانين" إلى سلاح البحرية الإسرائيلية في 2012، وبوصول "راحاف" الغواصة الخامسة يصبح لدى البحرية الإسرائيلية 5 غواصات من هذا الطراز بحسب موقع "نيفل تكنولوجي".
وكانت مصر دشنت مع شركة "تاسين كروب للأنظمة البحرية" الألمانية، أول غواصة مصرية حديثة من طراز "209/1400" في 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتعاقدت مع فرنسا لشراء 4 فرقاطات على أن تتسلم أول فرقاطة منهم في 2017، بحسب تصريحات لأسامة ربيع، قائد القوات البحرية المصرية.
وبحسب موقع "جلوبال فاير باور" المهتم بتصنيف القوة العسكرية للدول، تحتل البحرية الإسرائيلية المرتبة الـ 35 في العالم من حيث القوة البحرية، بينما تتفوق عليها البحرية المصرية حيث تأتي في المرتبة السادسة رغم امتلاك إسرائيل عدد أكبر من الغواصات مقارنة بمصر، بحسب الموقع ذاته، حيث تمتلك الأولى 5 غواصات، في حين تمتلك مصر 4 فقط، لكن مصر تمتلك عددا أكبر من القطع البحرية، حيث تمتلك 245 قطعة عسكرية بحرية، في حين تمتلك إسرائيل 66 قطعة فقط.
في السياق ذاته، علق اللواء أركان حرب، أحمد عبدالحليم، على ما أثير بشأن إمكانيات الغواصة الإسرائيلية الجديدة، قائلا: "ما المشكلة في أن تشتري إسرائيل غواصة جديدة ومش مفاجأة أنها تشتريها، وإسرائيل أقدمت على هذه الخطوة طبقا لحساباتها لما يجابهها من تحديات في المنطقة، والقوات المسلحة المصرية تجري حساباتها طبقا لأكبر التهديدات التي تجابهها من وجهة نظرها".
وأضاف عبدالحليم، الخميس، "هذه الخطوة لا تمثل مفاجأة خاصة بالنظر إلى التحديات، التي باتت تجابهها تل أبيب ، فإسرائيل لديها حقول غاز بحاجة إلى الحماية من وجهة نظرها بمنطقة شرق المتوسط، ومصر بناء على احتياجاتها اشترت حاملة طائرات".
وتابع: "البناء الاستراتيجي للقوات المسلحة يتم طبقا لأكبر التهديدات المتصورة وليس بالضرورة أن يكون هناك تهديد فعلي، ونحن في حالة جوار استراتيجي وجوار جغرافي مع تل أبيب، والموضوع لا يحتاج معدات تنفذ ضربات طويلة المدى، وكل ما تعلن عنه إسرائيل من إمكانيات لهذه الغواصات على حمل رؤوس نووية من قبيل التهويل"، خاتما كلامه بتساؤل: "ما فائدة الإعلان عن شراء غواصة وأدعى استطاعتها ضرب إسبانيا، بينما التهديد الحقيقي بالنسبة لي في المنطقة بجواري".