وتنقل طائرة "اليوشن" مواد طبية وغذائية، إضافة لجميع مستلزمات الصمود في وجه الحصار الذي يفرضه تنظيم "داعش"، فيما تحمل إلى دمشق جثامين الشهداء والجرحى الذين يسقطون جراء استهداف "داعش".
ومع الحصار الخانق الذي يعيشه المدنيين وتلاعب التجار بالأسعار إلى حد غير منطقي، باتت الطائرة العسكرية الوسيلة الوحيدة لإيصال المساعدات الغذائية المقدمة من قبل الحكومة السورية، رغم الصعوبات التي تقف في طريق إيصالها في بعض الأحيان، بسبب المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الطائرة عند اقترابها من الهبوط في المطار العسكري، الذي حاول "داعش" ومسلحيها السيطرة عليه أكثر من مرة، في ظل دفاع مستميت من قبل عناصر الجيش السوري المكلفين بحمايته.
وقال محمد، وهو عامل بناء من سكان حي الصناعة المحاصرة، لـ"سبوتنيك"، "إن الظروف المأساوية التي يعيشها سكان مدينة دير الزور، لم تثني تجار الأزمة عن التلاعب بالأسعار، عبر تغييب بعض البضائع وإعادتها في وقت لاحق إلى الأسواق بشكل مدروس وأسعار عالية، وهذا يزيد من معاناة المدنيين".
وأضاف، "التنظيم فشل، خلال فترة الحصار، من تحقيق أي هدف من أهدافه في إجبار المدنيين على مبايعتة، أو الخروج من منازلهم، رغم انقطاع سبل الحياة من كهرباء وماء واتصالات.
وتحدث يوسف، وهو من سكان حي القصور، بأن المناطق المحاصرة تعاني من نقص شديد في الأدوية، وهذا يشكل خطراً كبيراً على أرواح المدنيين، الذين يعانون من أمراض مزمنة، إضافة لتفشي بعض الأمراض الجلدية نتيجة نقص المياه والتغذية.
فيما قال مصدر عسكري، لـ"سبوتنيك"، "إن الطيران الحربي السوري ينفذ بشكل يومي ضربات مركزه على مواقع التنظيم، ويستهدف مراكز القيادة والإمداد، كما تقوم وحدات المشاة بصد هجمات التنظيم على محاور؛ حويجة، صقر، جبيلية، رشدية، حويقة، وهي تحت سيطرة الدولة السورية، ويسعى الجيش إلى توسيع دائرة الحماية المتعلقة بالمطار، لتأمين هبوط آمن للطيران القادم.
والجدير بالذكر أن الحصار الذي فرضه تنظيم "داعش"على سكان هذه المحافظة، دخل عامه الثاني، مترافق مع أسعار جنونية وشح في المواد، مع انعدام القدرة الشرائية عند السكان، مما تسبب بدخول أصناف جديدة وغريبة من البضائع إلى الأسواق، وهي عبارة عن مساحيق بأنواع ونكهات مختلفة وتباع بالغرامات كـ"روح السكر"، و"روح البندورة"، إضافة إلى "روح الجبنة"، و"روح البيض"، ليبقى أمل المدنيين المحاصرين معلق بطائرة "اليوشن" العسكرية، العابرة الوحيدة لسماء محافظة دير الزور.