سورية وفي فترات تاريخية مزدهرة وصعبة في كثير من حياة الأمم ، كان للمرأة دور أساسي في ظل هذه الظروف أو تلك في دعم المجتمع وحمايته جنباً الى جنب مع الرجل ، وكان أكثر مثال يتغنى به التاريخ ، هو مثال المرأة الروسية التي سطرت أروع الملاحم في العطاء والتضحية إبان الحرب الوطنية العظمى ضد النازية ، وكانت هي ربة المنزل ، والطبيبة والممرضة ، والمراسل ، وكذلك الضابط والمحارب الذي يقوم بواجبه على الجبهات بكل ماتعنيه الكلمة من نضال وقوة كان يتغنى بها الرجال الأبطال المدافعون عن وطنهم وكان للمرأة حضور بارز في كثير من مجالات الحياة فأول رائدة فضاء في العالم كانت الروسية فالنتينا تيريشكوفا ، وهناك الالأف من القصص والرويات والحكايا التي رويت عن جسارة وقوة المرأة الروسية التي لاطالما تغنى الشعراء والأدباء برقتها وجمالها ، وصورت أفلام ومسلسلات كثيرة حول حياة المرأة في المجتمع بشكل عام والمجتمع الروسي بشكل خاص ، أخذنا المرأة الروسية مثال لانها تقدمت عبر التاريخ على الكثير من النساء في المجتمعات العالمية ، الا اللهم المجتمع العربي عبر التاريخ ، لم تكن المرأة العربية أقل شأناً من الرجل سوى في بعض المجتمعات العربية المتزمتة الي تحكمها عادات وتقاليد فكرية وإجتماعية ودينية لها خصوصيتها ، بغض النظر عن المعاناة التي عانتها المرأة فيها من ظلم وذل وهوان بسبب هذه الأمراض المتفشية والمتوارثة في هذه الفئة من المجتمع أو تلك ، وبالمقابل كان هناك نساء لهن دور أساسي وكبير في حضارات ودول تكونت في المنطقة العربية عبر التاريخ بدءّ من الأرامية والكنعانية والفينيقة والبابلية ، فالخنساء حاربت وقدمت أولادها الخمسة فداءً لعزة أهلها ووطنها ، وحمكت زنوبيا مملكة تدمر العظمى وواجهت وانتصرت على اعتى الهجمات الغازية على مملكتها واهلها وسناء محيدلي البطلة الشابة السورية قدمت حياتها للدفاع عن قضية العرب الأم القضية الفلسطينية وغيرهن الكثيرات من اللائي مجدهم التاريخ بالتضحيات ، ويستمر التاريخ بذكر آلاف القصص والملاحم التي تعطي المرأة حقها في إظهار مكانتها ودورها في بناء المجتمع والدفاع عنه والتضحية لأجل رفعته ،ولم تتأخر المرأة في العصر الحديث عن غيرها من النساء منذ بداية التاريخ وخلال العصور القديمة الغابرة ، فكانت الأم وربة المنزل والموظفة والعاملة في الجيش والشرطة ووصلت المرأة في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بعد العطاء الكبير والتضحية في الحروب والإنقلابات التي عاشتها سورية ، ووصلت المرأة الى مركز المدير العام والوزير ونائب الرئيس والمستشار والى ماهنالك من الوظائف المرموقة في الدولة والمجتمع ، ولو لم تكن المرأة استحقت هذه المكانة لما كانت وصلت اليها مهما أعطيت الفرصة لها ، ولكن ما لم يعهده التاريخ هو مدى التضحية التي قدمتها المرأة السورية خلال خمس سنوات من الأزمة القاسية التي بدأت في سورية وبشكل مفتعل مع بداية ما يسمى بالربيع العربي ، قدمت النساء فلذات أكبادهن للدفاع عن الوطن وهذا أكثر وأعظم ماتقدمه المرأة كتضحية للوطن ، وساهمت وشاركت في كل مجالات العمل الذي يحمي الوطن سواء في جمعيات خيرية ، أو تحضير الطعام على الجبهات التي يحارب فيها السوريون المجموعات الإرهابية ، وعملت في دوائر الدولة المختلفة ، لابل تم تشكيل وحدات قتالية مختلفة المهام من النساء السوريات وقاتلن ومازلن يقاتلن حتى اللحظة ، واستشهد عدد كبير منهن ، الحديث يطول جداً هنا عن المرأة السورية التي سيمجدها التاريخ بخلاف غيرها من نساء العالم. لذا نكتفي بهذا القدر من الحديث ونترك الفرصة الى ضيفة حلقة اليوم السيد عفراء أحمد لتحدثنا عن دور المرأة السورية في ظل الأزمة وكم أثر دورها الدفاع عن سورية ، وبالمقابل ما هي الآثار السلبية التي لحقت بالمرأة خلال هذه الفترة ؟
إعداد وتقديم نواف إبراهيم.