ساعد الاتحاد السوفيتي الجانب المصري بكل قوة في مواجهة إسرائيل، وذلك لأن القيادة السوفيتية كانت متأكدة أن تل أبيب تغتصب جزءا من الأرض المصرية، وكانت المعارك التي يخوضها الجيش المصري قبيل حرب أكتوبر بمشاركة الجنود السوفييت أحد العوامل لانتصار مصر في الحرب.
العملية "ريمون — 20" — لا يعرف العديد منا أو لم يذكر التاريخ هذه العملية التي راح ضحيتها 3 طيارين سوفييت، وهذا ما يثبت أن موسكو كانت تقف بجانب مصر بقوة خلال الحرب المصرية الإسرائيلية.
قال الباحث المصري في جامعة نيجني نوفجورود الروسية عمرو الديب إنه بسبب الرئيس الأسبق أنور السادات وبسبب توجهاته الغربية تم تغيير الحقائق، ومن ورائه بالطبع جميع مفكري وجميع صحفيي عصره، والذين قاموا بنشر كذبة كبيرة، وهي أن الاتحاد السوفيتي لم يساعد مصر.
وأضاف الباحث المصري أن العملية "ريمون" شاهد قوي على هذه الأكذوبة، حيث أن هذه العملية العسكرية وقعت بين القوات الجوية الإسرائيلية والقوات الجوية السوفيتية يوم 30 يوليو/تموز 1970، ففي هذه الفترة كانت الطائرات الإسرائيلية تقوم بضرب العمق المصري، وكان يجب أن تقوم القوات الجوية السوفيتية، والتي كانت تعمل على أرض مصر بحماية السماء المصرية بجانب حائط الصواريخ.
واستكمل الباحث المصري أنه في منتصف نهار 30 يوليو 1970، قامت مجموعة من الطائرات الإسرائيلية المكونة من 12 طائرة "ميراج 3" بصحبتها 4 طائرات "فانتوم" بمهاجمة الضفة الغربية لقناة السويس، الأمر الذي دفع الطائرات السوفيتية للاشتباك مع هذه الطائرات، وكان عدد الطائرات السوفيتية في هذه العملية 11 طائرة "ميغ 21".
وقد قتل في هذه العملية الطيار السوفيتي فلاديمير جورافليف، ونيكولاي يوريتشينكو، ويفغيني ياكوفلييف. وبذلك بعد أن تأكدت إسرائيل ومحطات الاستماع الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط من أن السوفيت بنفسهم يشاركون في الحرب، ظهرت سريعا مبادرة روجرز وتم وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل.
وبذلك تكون هذه العملية التي لم تتوافر معلومات دقيقة حولها سواء على "الإنترنت"، أو الكتب المؤلفة، شاهد على أن الاتحاد السوفيتي لم يفكر يوماً ما أن يتخلى عن أصدقائه.