إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تتعرض بلدتا الفوعة وكفريا بريف ادلب السوري الى حصار مطبق من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة منذ مدة طويلة ، حيث تزهق أرواح الأبرياء يومياً بفعل الأعمال الارهابية ضد الأهالي ، وبسبب النقص والعوز في أهم اساسيات الحياة من ماء وغذاء ودواء وغيرها ، لذا قررنا اليوم أن نقدم تقرياً مفصلاً عما يجري في هاتين البلدتين.
الفوعة 35000 نسمة و كفريا 15000 نسمة تقعان الى الجهة الشمالية الشرقية وعلى بعد /12/ كم من "إدلب" إن "الفوعة" كانت تسمى "فوقيا" في عهد مملكة "إيبلا" في القرن الثالث قبل الميلاد وذكرت في نفس الاسم في العهد الفرعوني». ويشير "قوصرة" إلى أن "الفوعة" كانت ولاية في العهد المملوكي منذ القرن الثاني عشر وحتى القرن الرابع عشر الميلادي / أي أنها كانت تتبع مباشرة الى حلب / «تعتبر "الفوعة" من أكثر البلدات التي تركت لها بصمة واضحة في تاريخ البشرية لكثرة ما أنجبت من علماء ورجال دين وغير ذلك منذ زمن قديم وحتى الوقت الحاضر. ومن أهم رجالات "الفوعة" الأعلام الطبيب "داوود الفوعي الأنطاكي" أشهر أطباء زمانه و"فارس ابن بركات" أو "المجن الفوعي" قاضي حلب أو رئيس احداثها
وفي تاريخها الممعاصر انجبت العديد من المهندسين والاطباء والمحاميين والصيادلة واساتذة الجامعة الذين يعملون في عدد من الجامعات داخل القطر وخارجه وفيها مركز ثقافي منارة للعلم والأدب وتقام به الأمسيات الأدبية والشعرية والمعارض الفنية والاحتفالات الوطنية.. ويتوضع سكانها على رابية تحيط بها أشحار الزيتون والسهول الخصبة التي تزرع فيها كافة أنواع الحبوب.
تعرضت الفوعة الى حصار جزئي من قبل العصابات الارهابية التكفيرية منذ بدايات الاحداث في سورية بحيث تعرض أبنائها الى الخطف على الطرقات و القتل و التنكيل بالاضافة الى القذائف اليومية التي كانت تتساقط على البيوت من قبل القرى المجاورة ولم يكن لديها سوى شريان واحد يمدها بمتطلبات الحياة وهو الطريق الواصل منها الى ادلب وفي كثير من الاحيان كانت ادلب المدينة تتعرض للحصار ايضا فيقوم اهالي الفوعة و كفريا بمدها بالمواد الغذائية و الخضروات التي تزرع في مشاريعهم الزراعية استمر هذا الوضع أكثر من ثلاثة سنوات حتى سقطت ادلب بيد العصابات التكفيرية الارهابية او ما يسمى بالمعارضة المسلحة وذلك بتاريخ 24 شباط 2015 عندها اصبحت الفوعة محاصرة من كل الجهات بشكل كامل ومازال الحصار مستمرا حتى هذه اللحظة
(الارقام تقديرية و غير رسمية)
تعرضت الفوعة منذ بداية الحصار الى ما يقارب 750000 قذيفة من مختلف الانواع ومنذ بداية الحصار الكامل اي شباط 2015 تعرضت الى اكثر من 71000 قذيفة و صاروخ تتوزع بين قذائف الهاون بمختلف انواعها قذائف مدفع جهنم و هي عبارة عن كبسولات غاز مفخخة وصواريخ فيل و غراد و جحيم و تاو و مالتوكا و قذائف الدبابات
لم يكتفي الارهابيون بالحصار فقط فقاموا بالهجوم يوميا على البلدتين محاولين اختراق دفاعاتها كان الهجوم الاعنف بتاريخ 19 ايلول 2015 حيث استقدم الارهابيين جماعات من المجاهدين القوقاز و التركمانيين وانتحاريين من المغرب و السعودية و غيرها و قاموا باجراء ست عمليات انتحارية ومع ذلك لم يستطيعوا اختراق دفاعات الفوعة و كفريا التي هي عبارة عن لجان شعبية تحمل أسلحة فردية خفيفة و تمتلك عقيدة الدفاع عن الارض و العرض
ونص الاتفاق على منع امداد الجيش السوري لاهالي الفوعة و كفريا بالمواد الغذائية و الادوية عن طريق المروحيات كما كانت تفعل ذلك مقابل ادخال مساعدات انسانية عن طريق الهلال الاحمر
لكن ستيفان ديمستورا اعلن بتصريح له بإيقاف تنفيذ بنود الهدنة ومنع ادخال المساعدات واخلاء الجرحى احتجاجا على التدخل الروسي في سوريا
قدمت الفوعة و كفريا اكثر من 1700 شهيد بين طفل وشاب وامراة و دمرت اكثر من 70% من البيوت السكنية و هناك المئات الجرحى
المياه منقطعة بشكل كامل هناك العديد من حالات الوفاة بين المرضى بسبب عدم توافر الادوية
هناك انتشار للامراض المستعصية بسبب المواد السامة و البارود الذي يحمل مع القذائف المتساقطة على البلدتين
الغذاء غير متوفر سوى ما تنبته الارض من خضروات و بطاطا و زيتون هذه المعلومات وثقها لنا الناشط الإعلامي سليمان أسد