إعداد وتقديم نواف ابراهيم
يتضح للمتابع من خلال مجريات الأحداث الحالية بخصوص حل الأازمة السورية سياسياً ، بعد أن فشل الرهان بكل ماتعنيه الكلمة من معنى على تحقيق اي مكاسب ميدانية على الجغرافية السورية ، من شأنها أن تعطي الفرصة لقوات التحالف الدولي الداعم للإرهاب والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، وخصوصاً في سورية ، ومن هنا نرى ان الولايات المتحدة كعادتها لم تكن يوماً تريد أي حل لأي ملف من ملفات المنطقة الساخنة الا كما يأتي في صالح أجندتها السياسية والجيوسياسية والإقتصادية ، لذا نرى في الفترة الأخيرة أن الولايات المتحدة عمدت على الرهان على قوى جديدة منها مسلحة ومنها غير مسلحة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر عملت على تشكيل مجموعات مسلحة جديدة تحت تسمى بالقوات الديمقراطية والتي بات أمرها وهدفها واضح ومكشوف علماً أن جزء كبير منها يتشكل من السوريين بغض النظر عن مكونهم القومي أو السياسي وخلاف ذلك ، وحاولت الرهان على قوى كردية من أجل اللعب على الوتر القومي الحساس لهذا المكون الهام من النسيج السوري ، لخلق شرخ من خلاله يمكن إضعاف الموقف السوري الداخلي وكذلك الدولي ، وبالتالي إحراج روسيا التي ترعى عملية التحضير للقاء جنيف ، وفق الأسس والمعايير الدولية والتي تتفق مع ميثاق الامم المتحدة ، وبالتنسيق العلني مع الولايات المتحدة ، التي أعلنت مرات عديدة دعمها لهذ الخطوة أو تلك بإتجاه حل الأزمة السورية سياسياً ، ولكنها بالمقابل تسلك سلوك مغاير تماماً لم تصرح به من موتاقف بهذا الخصوص.
ومن هنا نرى أن الولايات المتحدة جيشت أيضاً حلفائها في المنطقة وفي الغرب ضد السياسة الروسية ككل ، وضد الرئيس بوتين شخصياً من خلال الطلب من بريطانيا فتح ملف الضابط الروسي ليتفينينكو الذي فر الى بريطانيا قبل أن يتم إغتياله بمادة البلونونيوم ، وبدأت وسائل غعلامها تتهجم على الرئيس بوتين وتفضح ما سمته أسرار أفصح عنها ليتفينينكو قبل وفاته من أسماء الضباط الذين اغتالوه حسب زعمها ومن أثارة فضائح جنسية للرئيس بوتين مع الأطفال ، في عودة جديدة الى اسلوب قذر للنيل من هذه الدول أو تلك أو من قيادتها ، وهذا أمر تعود عليه الرأي العام العالمي من الفبركات والتضليل الإعلامي الذي تستخدمه تلك الدول لتحقيق مكاسب سياسية أو إقتصادية أو تدميرية لدولة ما.
طبعا هنا يمكن الغوص في الكثير من التفاصيل ، ولكن وبالعودة الى محور الأزمة الحقيقة في سورية ، نرى أن التجاذبات السياسية بين الدول الراعية لعملية الحل ، قد أعادت الجميع الى المربع الأول على الأقل على الصعيد السياسي ومايمكن أنجازه في مؤتمر جنيف المجل ، بسبب رفض سورية وروسيا أن تشارك شخصيات قيادية في منظمات إرهابية دولية كمحمد علوش والذي سموه بكبير المفاوضين والذي يعتبر أحد أهم قادة مايسمى بجيش الإسلام الذي تدعمه السعودية بالمال والسلاح والتوجيهات وغيره من الشخصيات الأخرى التي تحتسب على جهات ودول ، كان لها دور كبير في الحرب الإرهابية على سورية ، وبعد أن اطلعنا سابقاً على موقف الحكومة السورية من التحضيرات للقاء جنيف من خلال حوار سابق مع عضو الوفود الحكومية السورية الى جنيف واحد واثنين الدكتور محمد خير العكام ، كان لابد لنا أن نعطي الفرصة للقوى السورية المعارضة داخلياً وخارجيا حتى تتوضح الصورة أكثر أمام المستجدات الحاصلة حالياً ، وضيف حلقة اليوم الأمين العام لحزب الشباب للعدالة والتنمية السيد بروين إبراهيم.