قد تدخل إلى حسابك الخاص على تويتر، فيسبوك، أدنوكلاسنيكي، فكونتاكتي، موي كروغ، لإهداء رأيك الذي ينتظره متابعوك على صفحتك الخاصة، رأيك الذي تظن أحيانا أن العالم لا يستطيع العيش دونه، ثم تبدأ رحلة متابعة الإعجابات والتعليقات. ترى ما هي الطقوس اليومية التي كان يتبعها مشاهير الكتاب، وهل لهذه الطقوس دور حقيقي في تلك الأعمال الخالدة التي تركوها للإنسانية؟
ليف تولستوي
يقول ليف: "أكتب كل يوم دون توقف، ليس من أجل نجاح العمل، لكن حتى لا أكسر روتين العمل اليومي". هذا ما قاله العظيم تولستوي، في واحدة من التدوينات القليلة التي كتبها خلال ستينيات القرن التاسع عشر، عندما كان مندمجا في كتابة جوهرته "الحرب والسلام". وحسب كلام سيرغي إبنه، كان تولستوي يعمل وحيدا، في عزلة تامة، لم يكن مسموح لأحد أن يقطع عليه خلوته، كان يتأكد دوما من أن كافة الأبواب المؤدية إليه مغلقة تماما، حتى لا يستطيع أي شخص أن يقاطعه.
فيكتور هوغو
من طقوس الكاتب الكبير فيكتور هوغو اليومية أنه كان يكتب كل صباح، على طاولة صغيرة قبالة المرآة. يستيقظ فجرا، على صوت طلقات رصاص تأتي من حصن قريب، يستهل يومه بفنجان من القهوة ورسالة الصباح من جولييت درويى، حبيبته. بعد أن يقرأ كلماتها المفعمة بالعاطفة مثل "جوجو" و "المسيح الحبيب،" يلتهم هوغو بيضتين، ثم يحبس نفسه داخل صومعته، مواصلا الكتابة حتى الحادية عشر.
جين أوستين
كانت جين تستيقظ مبكرا، قبل غيرها من النساء، ثم تلعب البيانو. تجهز الإفطار للأسرة في تمام التاسعة، وهو واجبها الرئيسي في العمل المنزلي اليومي. بعدها تجلس في غرفة الجلوس لتكتب، غالبا بصحبة أمها وأختها إلى جوارها، تجلسان في هدوء، وهما منشغلتان في شغل الإبرة. وإذا حضر زائرون للمنزل، تخفي جين أوراقها فورا، وتلحق بالنساء في أعمال الخياطة. يحين موعد العشاء، الوجبة الرئيسية في المنزل، بين الساعة الثالثة والرابعة. بعدها يأتي وقت الأحاديث، لعب الورق، والشاي. تقضي الأمسيات في قراءة جهرية للروايات، وخلال هذا الوقت، كانت أوستين تقرأ ما أنجزته من أعمالها للعائلة.
مارك توين
كان روتينه اليومي بسيطا، يبدأ في العمل في الصباح بعد تناول إفطار غني ويمكث حتى موعد العشاء في الساعة الخامسة. ولأنه يتجاوز وجبة الغداء، ولا يستطيع أي من أفراد أسرته المغامرة بإزعاجه أثناء العمل، فإنهم يدقون الجرس إذا ما كان هناك ضرورة للحديث معه، فقد يواصل العمل دون توقف لعدة ساعات. كتب لصديق ذات مرة: "في الأيام الحارة، أفرد أوراق العمل، أعلق أوراقي، أكتب وسط العاصفة".
فرانز كافكا
حصل كافكا على وظيفة في معهد تأمين حوادث العمال في براغ عام 1908، وكان محظوظا لوضعه في نظام العمل بالشيفت الواحد. عاش مع عائلته في شقة تعج بالبشر، حيث لا يمكنه العمل سوى في وقت متأخر من الليل، عندما يخلد الجميع للنوم. وكما كتب كافكا في 1912 لفليس باور: "الوقت قليل، طاقتي محدودة، المكتب مرعب، البيت مزعج، وإذا لم تتوفرالحياة المريحة الصالحة، على المرء أن يلجأ إلى الحيل الذكية." وفي نفس الخطاب، واصل الحديث عن جدول أعماله: "أستهل عملي في العاشرة والنصف، استمر، معتمدا على طاقتي، دوافعي، حظي حتى الواحدة، الثانية، أو الثالثة صباحا، وأحيانا حتى السادسة صباحا."
هاروكي موراكامي
عندما يشرع موراكامي في كتابة رواية، يستيقظ في الرابعة صباحا، يعمل على مدى خمسة أو ستة ساعات دون توقف. في فترة ما بعد الظهر، يفضل ممارسة رياضة الجري أو السباحة، يقرأ، يستمع إلى الموسيقى، يخلد للنوم في التاسعة. أخبر الباريس ريفيو عام 2004 أنه: "يحافظ على هذا النظام كل يوم دون تغيير." يواصل: "يصبح التكرار ذاته في غاية الأهمية، إنه نوع من الافتتان، أفتن نفسي حتى أصل إلى حالة ذهنية أعمق". العيب الوحيد الذي يراه موراكامي في هذا النظام الذي وضعه لنفسه، وهو ما اعترف به عام 2008، أنه لا يسمح بقدر كبير من التواصل الاجتماعي.
تشارلز ديكينز
كان أكثر ما يحتاجه ديكنز الهدوء التام، يضع في بيته بابا إضافيا لمكتبه لحجب الضوضاء. ومن الأساسيات عنده، أن يكون المكتب مرتبا بدقة، مع وضع طاولة الكتابة بالقرب من النافذة، وعلى الطاولة ذاتها كل ما يحتاجه للكتابة، الورق والأقلام، بصحبة بعض التحف، مزهرية مليئة بالورود، سكين ورق كبير.
سيمون دو بوفوار
بالرغم من الأهمية البالغة التي أولتها سيمون لعملها، إلا أن علاقتها بجان بول سارتر كانت تحتل مكانا هاما في جدول أعمالها اليومي، التي امتدت من عام 1929 حتى وفاته عام 1980. كانت العلاقة بالأساس علاقة مشاركة فكرية، تتخللها علاقة حميمة على استحياء. وقد سمح الاثنان لبعضهما بعلاقات مع آخرين دون مشاكل، مع أهمية أن يخبر كل منهما الآخر بكل شيء. عموما، كانت دو بوفوار تعمل عادة في الصباح، ثم تلحق بسارتر على الغداء. أما في فترة ما بعد الظهر، كانا يتشاركان في العمل في صمت في شقة سارتر. أما في الأمسيات، كانا يذهبان للمشاركة في أي حدث سياسي أو اجتماعي يشارك فيه سارتر، أو إلى مشاهدة الأفلام، أو لشرب السكوتش والاستماع إلى الراديو في شقة سيمون دو بوفوار.