سيادة العميد، بصفتنا نعمل مع روسيا بوكالة الأنباء الروسية، سيكون السؤال الأول هو، ما مدى التعاون بين العراق وروسيا في الجانب الأمني، لاسيما في مجال مكافحة ومحاربة الإرهاب؟
بالتأكيد، العراق والحكومة العراقية منفتحة على دول العالم في مجال التعاون ضد "داعش" الإرهابي ومكافحة التطرف، وقرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة، وهي 2170 و2178 و2199 و2249، هي قرارات العراق موجود فيها من خلال وجوده كرأس حرب في مقاتلة "داعش"، والمعلومة الاستخباراتية هي جوهر القتال ضد "داعش". لذلك، كان واضحا أن التعاون مع التحالف الذي كان قبل أشهر هو تعاون معلوماتي واستخباري (التحالف الرباعي)، والتزود بالمعلومات الاستخباراتية وتوظيفها في محاربة "داعش"، فبالتالي هذا التعاون هو لاتجاه المعلومات والاستخبارات، وتبادل الرؤى حول محاربة "داعش"، ولن يكون هناك بالتأكيد وجود عسكري على الأرض العراقية.
وجود عسكري روسي؟
أي وجود عسكري؟ يوجد في العراق فقط مدربون.
ماذا عن فاعلية مركز التنسيق الرباعي شكل للحرب ضد "داعش". ما هي فاعلية هذا المركز؟
هي فاعلية المعلومات.
فقط؟
نعم، لو تلاحظين، فإن السلاح الفعال هو سلاح القوات الجوية، خاصة دول التحالف. عندما تكون هناك معلومات متوفرة عن تحرك "داعش" الإرهابي والمواقع التي يكون فيها، وأيضا عن عمليات التمويل، وخطوط دخول ما يسمى المقاتلون إلى سوريا والعراق، هذا الموضوع، عندما تكون الرؤية واضحة، يكون تنسيق العمليات المشتركة، وتوجه القوى الجوية العراقية والجيش باتجاه أهداف منتخبة، وهذا يؤثر إيجابا على التقدم العسكري.
هل هذا المركز يعمل بكامل فاعليته أم تأملون أن يعمل بفاعلية أكبر في إيصال هذه المعلومات؟
بصورة عامة، هذا المركز أو أي مركز آخر، العراق اليوم منفتح لعملية التعاون وأيضا موضوع تشاطر المعلومات الاستخباراتية.
نرى أن التحرك الروسي في سوريا أتى بثماره، هل ستطلبون الدعم الروسي لاسيما الطيران الروسي، أنتم قلتم لا تريدون وجودا على أرض العراق بأية قوة، التدخل الجوي؟
هذا قرار الحكومة، ولكن تعاون معلوماتي.
ألستم بحاجة إلى هذا التعاون؟
فعلا، هو قرار قرار الحكومة، الداخلية تشارك في عمليات القتال.
هل لديكم زيارات إلى موسكو؟ هل هناك زيارات مرتقبة؟ الداخلية لها زيارات؟ ألا تتلقون دعوات لزيارة روسيا؟
وزارة الداخلية تحديدا انفتحت على الكثير من دول العالم في مجال التدريب والتطوير، وفي أميركا في كثير من المجالات، وأيضا تجارب في مجال مكافحة الإرهاب وفي مجال التسليح ومكافحة الجريمة، فلا أعتقد أن هناك مشكلات في هذا الموضوع.
أشعر بأن السفارة الروسية في العراق لم تؤد دورها في هذا الجانب، يفترض أن السفير الروسي هذا أهم واجباته أن يوطد الصلات بين المسؤولين العراقيين والمسؤولين الروس.العراق ليس عنده مشكلات مع كافة دول العالم.
إذن أنتم ترغبون في أن تكون دعوات متبادلة للطرفين للاستفادة من تجربتهم؟.
هذا الموضوع سياسي.
بالنسبة للوضع السوري ولقاء جنيف.
الوضع السوري أثر على الوضع العراقي ولا يزال. أغلب المقاتلين والانتحاريين في ما يسمى "داعش" يأتون من سوريا. قبل أحداث الموصل، كنا ننادي ونقول إن الوضع السوري يجب أن يحل، والوضع الآن في سوريا يجب أن يحل، لأن تداعياته سلبية، وهذه هي النتيجة أي تدفق المقاتلين والانتحاريين من سوريا. نحن مع جانب أن يكون هناك استقرار أمني في سوريا باعتبار إنه إذا كان هناك استقرار أمني في سوريا، فإن المشكلة في العراق تنتهي، لأن هناك قوات نظامية تقوم بضبط الحدود، ولكن يكون هناك مجال للذهاب والإياب من مكان إلى آخر.
هناك من يقول إن مشاركة روسيا في ضرب "داعش" في سوريا ألقت بظلالها إيجابيا على الوضع في العراق، هل هذا صحيح؟
نحن أكيد مع أي جهد يقوم بمحاربة "داعش" أو المتطرفين، بالتأكيد يكون إيجابيا ليس على العراق فحسب، وإنما العالم أجمع.
الداخلي
أستاذ سعد، ارتفعت نسبة الجريمة لاسيما في محافظة البصرة. هناك نداءات من أهالي البصرة للحكومة المركزية ووزارة الداخلية والدفاع العراقية، ما هو سبب ارتفاع نسبة الجريمة؟
أغلب المشكلات عشائرية. السيد رئيس الوزراء قام بزيارة خاصة، وتم تدعيم الموقف من قوات العمليات المشتركة في محافظة البصرة، ووصلنا نوعا ما إلى مراحل متقدمة في القضاء على ما يسمى الإشكالات العشائرية التي تستخدم فيها الأسلحة، وأيضا ماضون في عملية نزع السلاح الذي يستخدم سلبا تجاه المواطنين، وأيضا الحكومة المحلية تأخذ بالتأكيد دورها في هذه القضية، ووزارة الداخلية بعثت أكثر من فريق عمل متخصص في الجرائم الجنائية، ومحققون كان لهم دور في إلقاء القبض على كثير من العصابات. اليوم، الجريمة في البصرة انخفضت مقارنة بالأشهر الماضية بصورة ملحوظة، خاصة من خلال فرق الاستخبارات التي وصلت، وسنعمل إن شاء الله خلال الأيام القادمة.
غير النزاعات العشائرية؟
بالتأكيد، عندما تكون هناك محاولات لتحدي الحكومة، أو إثارة فوضى أمنية، يؤدي ذلك إلى وكأنه فرصة لضعاف النفوس أن يمارسوا نشاطاتهم الإجرامية. الوضع اليوم يختلف بالتأكيد. لا أنكر أن هناك بعض جرائم الخطف والسرقة، ولكن الملف الأمني خلال الأيام الماضية استقر.
هل لديكم إجراءات احترازية واستباقية؟
هذا جهد الاستخبارات.
هل هو مفعل؟
لا يمكن أن يكون هناك وجود لقوات أمنية من دون جهد استخباراتي، والدليل على ذلك أن الوضع الأمني من ناحية وجود المجموعات الإرهابية، نستطيع أن نقول أنه تمت السيطرة على 99 بالمائة أو 100 بالمائة في محافظة البصرة، وهذا نشاط استخباراتي مميز. كانت جهود مكافحة نقل المخدرات والحبوب واضحة، وكذلك الحال لبعض الجرائم الغامضة التي تم إلقاء القبض على مرتكبيها.
وفي بغداد؟
نفس الأمر. قيادة بغداد تقوم بواجبها ووزارة الداخلية من خلال المديريات التخصصية، الوضع في بغداد من الناحية العسكرية تحت السيطرة بنسبة 100 بالمائة، وكانت هناك وحدات تقاتل خارج بغداد في جنوب الفلوجا ومناطق الجرما. أما من الناحية الأمنية أيضا، هناك بعض الجرائم، وفي نفس الوقت هناك نشاطات مميزة، وتم ضبط عجلة في بغداد كانت فيها أسلحة، وتم إلقاء قبض على عصابة في بغداد. النشاط الميداني لدوريات النهضة ثابت، وله مردود إيجابي. نعم، قد تكون هناك بعض السرقات أو بعض الفعاليات الجنائية في بعض المناطق الشعبية، وهذا الموضوع متابع ومراقب.
إلى أين وصلت عمليات تحرير الأنبار؟
تحرير الأنبار، بالتأكيد النقطة هي المناطق الصوفية والمناطق المحيطة بها، اليوم محررها كلها، واليوم وخلال يوم غد، حسب علمي، سيتم فتح مركز شرطة في الرمادي، وهذا دليل على الأمن.
أين في الرمادي؟
مركز عين الشرطة داخل الرمادي، وإن شاء الله لنا زيارة قريبة، ولقاء بإخوان وضباط الشرطة. مديرية الشرطة في الرمادي تبذل جهودا كبيرة جدا للتحول إلى أفواج طوارئ، وأفواج الطوارئ تقوم بدور الوحدات القتالية، والشيء الثاني هو إعادة الحياة من جديد إلى الرمادي باعتبار أن هناك الشرطة المحلية، وهناك دعم من العمليات المشتركة لشرطة الرمادي، وكذلك الدعم من وزارة الداخلية من الأخ اللواء ؟؟؟؟؟ وضباط الشرطة المميزين الذين يقومون بواجبهم. واليوم شرطة الرمادي ستشارك في تحرير المناطق الأخرى الموجودة في محافظة الأنبار.
ماذا تبقى؟
بالتأكيد مركز الفلوجا، وهي منطقة قريبة على الرمادي، والأمر متروك لقيادة العمليات المشتركة لتحقيق الخطوة القادمة أينما تكون.
متى تكون هناك خطوة باتجاه نينوي؟
هناك رسائل وردت من أهالي نينوي، هم ينتظرون ساعة الصفر لمؤازرة القوات لتحرير مدينتهم.
هناك انتفاضة حقيقية في الفلوجا، وهناك أزمة لـ"داعش"، وأحيانا يقومون بعمليات الاعتقال والإعدام بحق المنتفضين، وهذا سبب هروب بعض القيادات الداعشية إلى مناطق أخرى. القرار هو طبعا يعتمد على أمور لوجيستية وجهد استخباراتي، وأيضا المأساة الإنسانية للمناطق، وتم في الرمادي مد ممرات إنسانية، واستخدم الناس كدروع بشرية. يبقى القرار هو قرار القائد العام.
هل تعاون من قلة الدعم اللوجيستي؟
كميات الأسلحة والكادر.
اليوم هناك كثير من الأسلحة المتطورة دخلت الخدمة، وكان لها دور فعال في ضرب العجلات المفخخة. في الفترة الأخيرة، كان هناك عشرات من الانتحاريين، وتم تدمير العجلات المفخخة، وهذا دليل على فاعلية الأسلحة.
هناك عقد مع روسيا، أين وصل هذا العقد؟ ليست لديك معلومات. هروب الدواعش باتجاه جزيرة الخالدية بدون قتال القوات الأمنية، ماذا يعني؟
يعني أن "داعش" بدأ منذ فترة في عملية انحصار حقيقي، كان قبل ذلك من الصعب أن يهرب "داعش" أو "القاعدة" ويترك المعركة، وكانوا يتكلمون عن العقيدة والذهاب إلى الموت وغيرها من الأمور، اليوم بدأوا يرون أن تقدم القوات الأمنية سريع وعملية السيطرة صعبة بالنسبة إليهم، توجهوا باتجاه الهروب ليس فقط في الخالدية، بل هناك في مناطق أخرى أيضا هروب كبير لـ"دواعش". وكذلك الحالة بالنسبة لبعض الأجزاء من الرمادي وهذا مؤشر على أنه بداية النهاية لـ"داعش" في العراق.
وهذا يسهل أيضا الاقتحام للقوات الأمنية للمدن التي يحتلها "داعش".
بالتأكيد، الصعوبة حقيقة في الجهد الهندسي، لأنهم يقومون بتفجير كل شيء، وأحيانا يكون التقدم بطيئا لهذا السبب.
هل تتوقع أن تكون معركة نينوي مع "داعش" أسهل من الأنبار أم أصعب؟
لن نسبق الأحداث، لكن ما نحن متأكدون منه هو ان عام 2016 هو عام تحرير كامل.
