عبر عصام الفياض "صحفي " لـ "سبوتنيك" عن رأيه بمؤتمر جنيف قائلاً: مؤتمر جنيف هو عبارة عن مولود ميت قبل ولادته ، فكل المؤشرات تدل على أنه مؤتمر لتضييع الوقت فقط، والإيحاء بأن الدول الكبرى عازمة على إيجاد حل للأزمة السورية، لأنه في النهاية لا مكان لمجموعة كبيرة من المعارضة التي عجزت أن تختصر نفسها في معارضة واحدة.
ويتسأل الفياض ما هو التمثيل الحقيقي لهذه المعارضات على الأرض؟ وفي حال شاءت الظروف أن تدخل في الحكم من ستحكم؟ ومن هم؟ وأين هم مؤيدوها ومريدوها؟
مضيفاً أنه لا قيمة حقيقية لهذه المفاوضات لأن الفعل والقول للميدان، والمتتبع للميدان السوري أكتشف وسيكتشف أن الأمور قبل شهر كانت شيء والآن شيء وبعد شهر من الآن ستتغير أمور الميدان، الفت إلى أن بطاقات التعريف التي أصدرتها الأمم المتحدة كتب عليها أن المفاوضات تبدأ في 25 يناير وستستمر حتى الشهر السابع فنحن نتحدث عن ستة أشهر، فبعد ثلاثة أشهر مثلاً، على ماذا ستفاوض هذه المعارضات في حال عودت حلب وإدلب وداريا ودوما إلى قبضة الجيش العربي السوري لذلك اقترح كمواطن سوري على هذه المعارضات أن تفاوض على أراضي الغرف التي تسكن بها في اسطنبول وفرنسا وبريطانيا وقطر وسعودية لذلك هذه المفاوضات مخلوق مشوه.
خداع كبير..
من جهة ثانية قالت سهى شلبي "تجارة واقتصاد" لـ "سبوتنيك" عندما أنظر إلى ما يحدث في جنيف أعجب من الخداع الكبير الذي تعرضنا له، نحن المعارضين فقط كنا نحلم بالحصول على بعض الحريات وبعض الحقوق وتوفير حياة كريمة وعلى حدود دنيا من العدالة الاجتماعية، لكنني أجد بأن وفود المعارضة لا تسعى إلا لمناصب شخصية والمعارضة المسلحة لم تعد كما وصفت سلمية، بل هي عبارة عن معارضة مسلحة تقبع تحت مظلة دينية، لذلك عندما نتصفح الصحف الغربية، مثل الواشنطن بوست وولد تربيون والفينن شل تايمز البريطانية يكتشف أن العديد من التقارير والدراسات والمواد الصحفية، لا يمكن أن تصدر عن بنات أفكار كاتبيها بل هي عبارة عن معلومات تسربها وكالات المختبرات الغربية، وهي في النهاية تجمع على أن محور بوتين — الأسد — روحاني — حزب الله قد انتصر على المحور المقابل لذلك نجد أن معارضتنا مشتتة وتتبع سياسات إقليمية مختلفة، فهناك من يفاوض عن السعودية وهناك من يفاوض عن تركيا وهناك قطر.
إيجاد حل سياسي..
وأشارت رحاب إبراهيم "إعلام" لـ "سبوتنيك" إلى أن جنيف 3 يعد خطوة الألف ميل في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، حيث يعد انعقاد الحوار السوري- السوري في جنيف بين وفدي الحكومة السورية والمعارضات المختلفة وخاصة وفد الرياض بارقة أمل لإيجاد صيغة سياسية تسهم في وقف الحرب على الأراضي السورية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وخاصة "داعش" و"النصرة" ومثيلاتها، لكن بالرغم من ذلك فالسوريين الذين أثقلت الحرب كاهلهم، سواء لجهة ما يتعرضون له من الإرهاب أو الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها التداعيات الأمنية والحصار الاقتصادي لكنهم لا يولون كثيراً على انعقاد مؤتمر جنيف، إلا إذ توافرت إدارة دولية حقيقة لمكافحة الإرهاب عبر منع الدول الراعية له كالنظام التركي والقطري والسعودي في وقف دعم هذه التنظيمات وتجفيف منابع التمويل كلياً، كما أعتقد أن الميدان العسكري هو الذي يتحكم في مسار جنيف، وبالتالي معظم السوريين يعولون على الجيش العربي السوري وحلفائه وخاصة روسيا، في حربهم ضد "داعش" الإرهابي وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وخاصة بعد انتصارات الأخيرة على مختلف المناطق السورية بالتعاون مع الطيران الروسي، الذي استطاع منذ دخوله على خط الحرب على الإرهاب قلب الموازين في سورية، وهو ما أجبر واشنطن وحلفائها على تغير رؤيتها لإنهاء الحرب في سورية والاقتناع بوجهة النظر الروسية والسورية وخاصة بعد أن بات الإرهاب يدق أبواب الغرب ويهددهم في عقر دارهم.
لم تنته..
وبين إحسان الكنان "مهندس" لـ "سبوتنيك" إلى أنه لم يعد خفي على أحد أن معارضات جنيف لا تمثل إلا نفسها وليس لها سيطرة حقيقة على الفصائل المسلحة لأن هذه الفصائل تتلقى تمويلها وتعليماتها وأمورها من الدول الراعية لها لذلك هذه المفاوضات كوضع الماء في الغربال وكان من الأجدى أن يكون التفاوض بين الأمم المتحدة والدول الكبرى والدول الداعمة والممولة للتنظيمات الإرهابية المسلحة وهذه الأزمة لن تنتهي حتى لو نجحت المفاوضات بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفود المعارضة فأن الأزمة لم تنته وستستمر حتى تجفيف منابع الإرهاب وإغلاق الحدود التركية والأردنية.