صرخت الزوجة صراخا متواصلا ارتعد لأجله الجيران الذين أسرعوا لنجدة جارتهم الطبيبة الشابة الجميلة التي تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما، طرقوا الباب بشدة لأكثر من عشر دقائق، ولم يجدوا بدا من كسر الباب حتى ينقذوا الزوجة الشابة التي لم يمر على زواجها أكثر من أربعة شهور.
تلك كانت حالة من ضمن حالات كثيرة لأسر أصيب أحد طرفيها بخيبة أمل شديدة وربما صدمة، وخربت مئات البيوت، جراء اكتشاف خيانة الطرف الآخر عن طريق وكالة أشلي ماديسون التي دشنت موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت، متخصصا في مساعدة الأزواج ومن هم في علاقة على إيجاد آخرين أو أخريات لإقامة علاقات حميمة معهم.
وقد حدث في شهر يوليو/تموز الماضي، أن هاجم قراصنة الموقع وحصلوا على بيانات المتعاملين على الموقع مما تسبب في فضيحة كبيرة على مستوى العالم، حيث تسربت بيانات ما يقرب من 32 مليون مستخدم، والغريب أن الموقع أعلن زيادة عدد مستخدميه إلى أكثر من 40 مليون مستخدم بعد هذه الحادثة. وذكرت بعض المواقع الإخبارية أن أحد القساوسة قد انتحر نتيجة العار الذي لحق به. ومن بين المعلومات التي تم تسريبها من الموقع بواسطة القراصنة أن هناك ما يزيد عن الألف مستخدم من المملكة العربية السعودية، ويذكر أن المملكة تطبق عقوبة الإعدام لمن يرتكب جريمة الزنا، وأن هناك أكثر من عشرة آلاف حساب تنتمي لأشخاص يعملون في الحكومة الأمريكية والجيش الأمريكي.
وتم تداول أسماء لبعض المشاهير على الموقع منها باراك أوباما، جورج بوش، بيل كلينتون، النائبة ميشيل طومسون، سكوت ميلز بالبي بي سي، وهناك أيضا موظفون بالفاتيكان، بعض البنوك والمنظمات الدولية. وقد صاحبت عملية القرصنة محاولات ابتزاز قام بها القراصنة لأصحاب الحسابات حتى لا يفضحوا أمرهم. وسواء كان هذا الأمر صحيحا أم لا، فهذا لا يعنينا، إنما في الحقيقة ما يزعج هو مسألة الأمان لمستخدمي الإنترنت في العموم، وليس على موقع الخيانة الزوجية.
من الممكن أن يكون هذا الحادث، وما تلاه من صخب واهتمام، نذيرا لشركات التكنولوجيا حتى تحاول إيجاد حلول لمسألة تأمين المواقع، حتى لا تحدث خسائر في مواقع أكثر أهمية من آشلي ماديسون.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)