إعداد وتقديم نواف ابراهيم
التطورات التي طفت على السطح مؤخراً بخصوص لقاء جنيف 3 لم تكن مفاجأة لأي متابع لمجريات الأحداث في سورية منذ بداية الأزمة ، ولكن الشيء الجديد هو أن وفود المعارضة السورية الأكثر تشدداً والتي غابت عن مسرح الأحداث في زمن الإقلاع المحدد لبدء محادثات جنيف ، قد ظهرت وأعلنت عن موقفها المتغير بالفعل كما توقع الكثير من المحلللين والخبراء وكما طالب روسيا بأ لايكون هناك أي شروط مسبقة لبدء المحادثات من أ طرف كان ، وهنا المقصود لوفد الذي شكلته السعودية ويتحدث أصلاً بلسانها ويطبق كل مايتي في التصريحات الرسمية للسعودية ، التي أشار مسؤليها أمرار عديدة أنهم لايتدخلون في الشؤون الداخلية للدول وخاصة سورية ، ولكن لن يوفروا أي جهد للدفاع عن الشعب السوري وحقوقه تى لو اضطر الأمر أن يصل الوضع الى التدخل العسكري المباشر في سورية.
اليوم أعلنت المتحدثة بإسم المبعوث الأممي الخاص بسورية ستيفن ديمستورا خولة مطر بأن وفد معارضة الرياض لم يحدد أي شروط من أجل مشاركته في الحوار السوري السوري في جنيف، ولم تبلغ قيادة معارضة الرياض مكتب ديمستورا بأنها ستغادر جنيف في حال لم يتم الأخذ بعين الإعتبار طلباتها ، مايعني أن أكثر المعارضات تشدداً في موقفها من سبل الحل في سورية قد أزعنت للإرادة السورية الدولية التي تم الإجماع عليها بفضل الصمود السوري والضغط الروسي انطلاقا من الإلتزام بالقوانين والشرعية الدولية وبالتحديد الإلتزام بتطبيق القرار الأممي رقم 2254 ، وهذا ما أكد عليه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي أكد انه لاوجود لأي مطالب أو شروط مسبقة لبدء المحادثات في قرار مجلس الأمن رقم 2254 في بياني المجموعة الدولية لدعم سورية عقب إجتماعهما في فيينا. كما وحسب تصريح وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لم تعطي الحكومة السورية أي ضمانات لهذه الوفود قبل مشاركتها في محادثات جنيف ، وبالمجمل وانطلاقا من الموضح أعلاه نرى أن الخطوات العصيبة الأولى التي تخوف منها الجميع قد بدات بالفعل بالسير في الإتجاه السيلم والذي يفرضه الواقع السياسي والميداني نحو حل الأزمة السورية حلاً سلمياً يرضي جميع أطراف النزاع بغض النظر عن النتائج التي سيصل اليها لقاء جنيف ولصالح من ، من أطراف التداخل في الأازمة السورية وبالتحديد روسيا والولايات المتحدة ، بالرغم من أن الدور الروسي واضح تماماً والى مايهدف من القضاء على الإرهاب ومساعدة سورية للوصول الى بر الأمان وتحقيق الامن والإستقرار الذي يسمح بمتبع الحل السياسي في سورية ، وهذا يأي على عكس ماتريده الولايات المتحدة من تحقيق مصالحها الخاصة بغض النظر عن العواقب المترتبة على ذلك في الساحة المحلية السورية والإقليمية وحتى الدولية.
التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد فهد حيدر