كما يقول العديد ممن عاصروه، منهم تورغينيف وداستويفسكي، فهذا الفذ الذي وصفه لينين بأنه مرآة الثورة الروسية، واتخذه غاندي قدوة له، وأثّر فكره في الكثير من الناس حول العالم وما زال، كان خليطا من نبي صاحب رسالة وإنسان عادي له أخطاؤه وخطاياه. ورغم أنه توفي عام 1910، إلا أنه لا يزال يشغل بال الكثيرين من محبي الفن والأدب والحكمة في جميع أنحاء العالم، ويثير الجدل. وقد ظهر عام 2010، فيلم جديد عن آخر أيام الكاتب الكبير، وهو إنتاج روسي ألماني مشترك يحمل عنوان "المحطة الأخيرة"، من إخراج الأمريكي مايكل هوفمان.
وقد أخذ سيناريو الفيلم من رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الأمريكي جاي باريني، وقد نسجت الرواية من خلال المادة التي جمعها الكاتب الأمريكي المعاصر من مذكرات ليف تولستوي، إضافة إلى شهادات وروايات أقاربه، وأصدقائه، وبعض معاصريه.
وقد عكست أحداث الفيلم تلك المتناقضات التي تحدثنا عنها في شخصية الكاتب الكبير، منها التي لا يعلم عنها محبوه شيئا. وقد مر الكاتب بعذابات الأديب والمفكر الذي يسير في العالم في حالة من البحث الدائم عن إجابات لأسئلة تدور في رأسه عن الكون وأسراره، وكيفية العيش في هذه الحياة.
ومر الكاتب الكبير بصدمات عديدة في حياته، سواء مع أصدقائه، ومعاصريه من الكتاب مثل تورغينيف، وعائلته خاصة زوجته، فقرر ترك بيته والفرار بعيدا. الأدوار الرئيسية في الفيلم كانت للكندي كريستوفر بلامير، والبريطانية هيلين ميرين، وهما حاصلان على جائزة أوسكار.