أعلنت لجنة البوكر العربية صباح اليوم في مؤتمر صحفي بمسقط عاصمة سلطنة عمان عن دخول رواية "عطارد" للكاتب المصرى محمد ربيع للقائمة القصيرة، إضافة إلى روايات المغربي طارق بكاري "نوميديا"، والفلسطيني محمود شقير بروايته "مديح لنساء العائلة"، والسورية شهلا العجيلي بروايتها "سماء قريبة من بيتنا"، واللبناني جورج يرق بروايته "حارس الموتى"، وأخيرا الفلسطيني ربعون المدهون بروايته "مصائر: كنشرتو الهولوكست والنكبة". هذا وقد تشكلت من الشاعرة والناقدة الإماراتية الدكتورة أمينة ذيبان، كرئيسة للجنة التحكيم، أما الأعضاء: الصحفي والشاعر المصري سيد محمود، والأكاديمي المغربي محمد مشبال، والأكاديمي والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.
وقد تم اختيار روايات القائمة من بين الروايات الـ16 للقائمة الطويلة التي أعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي، وهي القائمة التي اختيرت من بين 159 رواية مرشحة للجائزة من 18 بلداً، تم نشرها خلال الأشهر الاثني عشر السابقة. هذا وقد تم تحديد يوم الأربعاء 26 أبريل/نيسان المقبل موعدا لإعلان اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية أثناء احتفال سيقام في أبو ظبي عشيّة افتتاح معرضها الدولي للكتاب. ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50 ألفا إضافية.
تطرح رواية "عطارد" عدة أسئلة ولا تعطي لنا اجابات، إنما تأخذنا في رحلة إلى الجحيم، انفيرنو كالذي قدمه دانتي في ملحمته الشعرية "الكوميديا الإلهية"، لكن رحلة محمد ربيع لم تستمر كرحلة دانتى لتصل بنا في النهاية نحو الباراديسو (الجنة)، ولا الرواية كذلك رحلة للروح نحو الإله. الجحيم في رواية عطارد هو الحياة ذاتها، على هذه الأرض، فقد انتهت الحياة الفعلية منذ زمن بعيد، ولم يعد هناك حياة كالتي نعرفها، فقط جحيم، كابوس متواصل مليء بمشاهد القتل والدم التي لا تتوقف، ذئاب تقود قطعان الحملان إلى مصير أسود، في إطار جحيم نفسي، جحيم بوذي، بعيدا عن التصورات الدينية الكلاسيكية للفكرة، بينما يصبح القتل هو الطريق إلى الجنة، هو طريق الخلاص. في عطارد، الأمل مرتبط بالحياة في الجحيم، بالحياة على هذه الأرض، الحياة الكابوسية، سينتفي الأمل بالقتل، إنها النهاية السعيدة نحو الباراديسيو (الجنة). وكما في رواية فلاديمير ساروكين "تيلوريا"، هناك مخدر مثل التيلوريا يظهر في الرواية، وهو مخدر الكربون، المصنوع من الحشرات ويدخنه الناس. كما أن هناك جيش هو فرسان مالطة قد احتل القاهرة، التي انقسمت، بينما استسلم أهلها للمحتل. إنها رواية ترفع ورق التوت عن الجميع، الهجاء لم يترك أحدا، مغادرة الأمل ليست مسئولية الذئاب وحدها، إنما الحملان لها دور أيضا، إنها هجاء، نعم هجاء للجميع، ورثاء للأمل، الذي يبدو أنه غادر دون رجعة.