تبيّن الآن الكذب والرياء الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية، طوال فترة السنوات الخمس الماضية منذ بدء الأزمة في سورية، على أنها تسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في سورية وتحمي الشعب السوري من الظلم والاستبداد، حسب التصريحات الواهية التي لم تنطل على الشعب السوري منذ ذلك الوقت، على الرغم من أن أحداث ما يسمى بالربيع العربي أثرت كثيرا على الأوضاع في سورية، وخلقت الكثير من المشاكل التي لعب الحلف الدولي الداعم لتدمير المنطقة على أوتارها من خلال دفع مجاميع من الجهلة لإثارة الشغب، وبالرغم من أن القيادة السورية وعلى لسان الرئيس بشار الأسد بوجود مشاكل داخلية في البلاد يجب حلها وهي بالأصل مشاكل عامة يعاني منها أي مجتمع. وبالحقيقة منذ سنوات عديدة يتم التحضير لما يجري في سورية تحديداً منذ الحرب الأمريكية على العراق ورفض عروض وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول من قبل الرئيس الأسد لمنع دخول سورية مستقبلا في أتون الحرب القادم وما يحضر للمنطقة. وهذ الشروط كانت معروفة تماما وبمجملها كانت الفخ لإخراج سورية من محور المقاومة للمشاريع الأمريكية الغربية وحلفائها في المنطقة، ولكن لم يتصور أحد أن يكون التعنت الأمريكي بهذا الشكل إلى أن يصل إلى حد القتل والذبح والتدمير للدولة السورية من خلال مجموعات إرهابية تدعمها دول بعينها في المنطقة وعلى رأسها السعودية وقطر وإسرائيل، وتركيا التي كانت ومازالت الحاضن الأكبر لتنفيذ ماخطط له ضد سوريا سابقاً، ولكن الصمود السوري شعباً وقيادة وجيشا والمدعوم من الحلفاء الإقليميين والدوليين وعلى رأسهم إيران وروسيا ــ جعل الولايات المتحدة تصل إلى حد تهديد العالم بحرب عالمية مع أنها تعلم أن الظروف أبدا ليست في صالح أي من الأطراف، ومدت الحبل للسعودية وتركيا إلى أن وصلت الأمور إلى أن تتجرأ تركيا على ضرب أهداف سورية تابعة للجيش السوري النظامي وتعتدي على الحدود وعلى القوى المساندة للدولة السورية وتدافع عن كيانها على الأرض السورية، لتعود الولايات المتحدة وتخرج إلى العالم عبر ممثليها وتعرب عن قلقها من الأوضاع الجارية حالياً وتحذر من خطورتها وتدعو روسيا إلى التعقل ووقف عملياتها وكأن روسيا هي من تدعم الإرهاب وليس الولايات المتحدة، وما جرى ويجري خلال الأيام الأخيرة من مناوشات عسكرية سورية تركية لا يمكن أبداً أن تنبىء بالخير إن لم يستدرك المجتمع الدولي مدى خطورة المرحلة التي وصلت إليها المنطقة، والتي قد تؤدي بالفعل إلى نشوب حرب عالمية يصعب السيطرة عليها كما يعتقد بعض الخبراء والعسكريين والمحللين السياسيين.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم.