وانتشرت "المخدرات الرقمية" في المنطقة العربية، ولا يختلف تأثيرها على المتعاطي عن تلك التأثيرات السيكولوجية للمخدرات الدارجة المتعارف عليها، فما هي طبيعة هذا النوع من المخدرات، وكيف يؤثر على سلوكيات الفرد؟ وموقف القانون منها، وقد أصبحت ظاهرة متداولة وواسعة الانتشار بين الشباب بالمنطقة العربية؟!
والمخدرات الرقمية هي عبارة عن ملفات صوتية تتضمن بث أمواج صوتية غير مألوفة ومختلفة التردد، بينما ينشط الجهاز العصبي لتوحيد الترددات والوصول إلى مستوى واحد، ينتج عنها موجات كهربائية غير مستقرة حتى الوصول إلى مستوى معين من النشوة، وربما تؤدي إلى حالة من اليقظة الشديدة أو الدوخة أو الانزعاج، أو الارتخاء الكامل للجهاز العصبي
بداية الظهور
اكتشف العالم الفيزيائي Heinrich Wilhelm Dove عام 1839 اكتشف أنه في حال تسليط ترددين مختلفين قليلاً عن بعضهما لكل أذن، فإن المستمع سيدرك صوت نبض سريع، وكان أول استخدام لها عام 1970 في علاج الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف والقلق ويرفضون العلاج الدوائي.
وكان يتم توجيه موجات كهرومغناطيسية إلى أذن المريض للمساعدة في فرز مواد منشطة كالدوبامين وبيتا أندروفين، بالتالي تسريع معدلات التعلم وتحسين دورة النوم وتخفيف الآلام وإعطاء إحساس بالراحة.
الفئة المستهدفة:
ويقول أخصائي التأهيل والتوعية من الإدمان، أحمد جمال، في حديث لـ "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن "المخدرات الرقمية" هي نوع من أنواع الموسيقى، التي تم اكتشافها لعلاج بعض أمراض الاكتئاب والأمراض النفسية، وأن هناك من يسعى إلى استهداف أكبر عدد من الشباب، فأجريت دراسات عن تأثير الترددات الصوتية على الجهاز العصبي المركزي للمتعاطي، فكانت النتيجة أن تأثيرها يعادل تأثير المخدرات التقليدية.
وأشار إلى أن انتشار المواقع التي تروج لهذا النوع من الموسيقى أو المخدرات الرقمية، وهي تستهدف الشباب الباحث عن كل ما هو جديد في عالم التقنية والتكنولوجيا، بأسعار منخفضة وقليلة في البداية بتناسب مع سرعة الترددات الصوتية للموسيقى، وفي مرحلة ترتفع الجرعة بارتفاع الترددات وهو ما يشير إلى إدمان الشباب لهذا النوع من الموسيقى أو المخدر الرقمي.
وأوضح أن هناك أنواعا مختلفة من هذا النوع من الترددات الصوتية باختلاف تأثيرها كما هو الحال في المخدرات التقليدية
الطقوس:
تحدث أخصائي التأهيل والتوعية من الإدمان عن طقوس يمارسها مستمع هذا النوع من الموسيقى، وهي أن تكون الغرفة مغلقة ولا توجد أي تأثيرات صوتية خارجية، مغمض العينين، ويستمع إلى الموسيقى بأنواع معينة من سماعات الأذن.
التأثيرات السلبية:
أكد أن لهذا النوع من المخدرات الرقمية ذات تأثير المخدرات التقليدية، وأن الشباب من سن 16عاما هم الفئة الأكثر استهدافاً، وأن هناك انتشارا لهذه النوع في وسائل التواصل الاجتماعي، ولها تأثيرات كبيرة على الجهاز العصبي المركزي، حيث يمكن أن تؤدي إلى "السكتة الدماغية" التي يمكن أن تسبب الوفاة في الحالة لمتعاطي أو مستمعي هذا النوع من الترددات الصوتية.
الحالات المكتشفة في المنطقة العربية:
وأردف أخصائي التأهيل أن هذه الموسيقى منتشرة في المنطقة العربية، رغم أنه لم يتم اكتشاف سوى حالتين يشتبه في إدمانهما هذا النوع من المخدرات، مضيفاً أن الحالة الأولى في لبنان والثانية في المملكة العربية السعودية.
كيفية العلاج:
أشار إلى أن هناك علاج نفسي وعضوي عن طريق الدواء، مؤكداً على أهمية التوعية وضرورة الرقابة الأسرية على سلوكيات الشباب خاصة الذين يرغبون في سماع الموسيقى في غرف مغلقة.
وأضاف أن للإعلام دور مهم في التوعية بخطر "المخدرات الرقمية" إلى جانب دور الحكومات في نشر الآثار السلبية لخطر هذا النوع من الترددات الموسيقية الصاخبة.
وتابع، العلاج يبدأ نفسياً لضمان تخلص المريض من هذا النوع من المخدرات، ثم بعد ذلك يبدأ التأهيل السلوكي لعدم الاستجابة مرة أخرى لأي محاولات للعودة إلى هذا النوع من الترددات الصوتية.
ولفت إلى أهمية رقابة مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر المصدر الرئيس لهذا النوع من التقنية الصوتية، والعمل على حجب تلك المواقع التي تجذب إليها الشباب، إلى جانب التوعية في المدراس والتجمعات السكانية المختلفة والمؤتمرات.