إعداد وتقديم نواف ابراهيم
عانت سورية خلال السنوات الخمس الماضية الكثير من المصاعب في شتى المجالات ، منذ بداية الأزمة عام 2011 ، وبطبيعة الحال يعتبر القطاعين التعليم والتعليمي الصحي من أهم القطاعات التي ترتكز عليها الدولة في حماية بنية المجتمع العلميلة والتعليمية والصحية ، وتعتبر سورية من الدول التي تهتم بالقطاع الصحي التعليمي والمهني من خلال عدة وزاراة غير وزارة الصحة التي تعتبر الوزارة الأساسية في الحفاظ على صحة ابناء المجتمع السوري ، ولكن لدى سورية تجربة كبيرة وواسعة من خلال وزارة التعليم العالي السورية التي دابت على ربط العلم والبحث العلمي بالتطبيق العملي وخاصة في المجال الصحي ، حيث ان وزارة التعليم العالي السورية لديها شبكة ضخمة من المؤسسات التعليمية الصحية والمشافي التي يتابع الطلبة فيها دراستهم الى جانب كونها مؤسسات صحية تعنى بصحة المجتمع ، وتمتلك وزارة التعليم العالي السوري 14 مشفى من وأكبر المشافي في البلاد ، قامت بدور كبير بمعالجة الجرحى والمصابين بفعل العمليات الإرهابية والحرب على الإرهاب في سورية ، وـأثبتت جدارتها في الحالات الإسعافية والعلاجية السريعة وماتزال تقوم بدورها حتى الأن ، وانطلاقا من الدور الكبير الذي قامت به هذه المشافي والحاجة الى توسيع اضطر عملها وامكاناتها في ظل الإذدياد الكبير في عدد المرضى والجرحى والمصابين خلال فترة الأزمة ، وازدياد الإحتياجات الطبية بكافة اشكالها بدءً من الكوادر وصولاً الى المعدات والأجهزة والأدوية وغيرها من مستلزمات العمل الطبي ، كان لابد من التوجه الى الاستعانة بالدول الصديقة التي لها قدرة وامكانات للتعاون وتقديم الدعم في هذا المجال ، وبالطبع تعتبر روسيا من أهم الحلفاء والداعمين لسورية منذ زمن بعيد ، وقد تبلور هذا الدعم بكافة أشكاله منذ بداية الأزمة في البلاد ، وانطلاقا من كل هذه الأسس والمرتكزات وضمنها الحاجة التي فرضتها ظروف الازمة ، تم العمل على توقيع اتفاق روسي سوري بين وزارة التعليم العالي السورية ومشفى المواساة من جهة وبين وزارة الصحة في موسكو من جهة أخرى ، ينص هذا الإتفاق على تقديم المساعدات الطبية للجانب السوري من خلال تأسيس مركز التنسيق الطبي الدولي ، والذ من خلاله ستتم عملية تنظيم التعاون في المجال الطبي والعلاجي للجرحى والمرضى والمصابين في سورية عن طريق التعاون مع عدد من المشافي المختصة بجميع اشكال الاصابات الجسدية والنفسية والمرضية الناجمة عن احداث الحرب القائمة ضد المجموعات الارهابية المسلحة.
للإطلاع بشكل مفصل على هذا المشروع وماهي الفائدة التي سيقدمها للجانب السوري ، وماهي الأسس التي سيرتكز عليها هذا التعاون ، وطبيعة عمل مركز التنسيق الطبي الدولي في البلدين وفيما بينهما ، كان لنا حوار خاص مع كل من وزير التعليم العالي السوري الدكتور محمد.عامر مارديني ، ومع المدير العام لمشفى "المواساة" والرئيس المشارك لمركز الدولي للتنسيق الطبي الدكتور هاشم صقر