"سبوتنيك" سألت النائب اللبناني كامل الرفاعي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة عن أسباب التصعيد السريع، والمواقف المتتالية التي تعلنها السعودية، فأجاب على الأسئلة في الحوار التالي:
سبوتنيك: رأينا التصعيد السريع من جانب السعودية مؤخرا- وهو الموجه بالأساس لحزب الله- كيف تقرأ الأمر منذ بدايته؟
الرفاعي: أنا أرى منذ فترة كأن هناك مخطط هدفه الرئيسي ضرب المقاومة الإسلامية في لبنان وضرب المقاومة الفلسطينية في فلسطين، وأن من يحرك كل هذا هو اللوبي الأمريكي الصهيوني في المنطقة. وللأسف ما يجري في السعودية — التي نحرص عليها وعلى قيادتها للعالم الإسلامي المعتدل- يدل على وجود صراع داخل الأسرة الحاكمة للمملكة، وهذا الصراع يخضع للمخطط الأمريكي الصهيوني، الذي لا يريد خيرا للبنان ولا السعودية ولا للقضية الفلسطينية المركزية.
لذلك نرى هناك نوع من الانغماس من بعض الأطراف السعودية للهرطقة على حزب الله وإضعاف المقاومة التي تدعم باقي الحركات المقاومة في المنطقة العربية.
سبوتنيك: لماذا انتظرت السعودية فترة طويلة — امتدت لنحو 40 يوما- بين موقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل من اعتداءات طهران وبين إعلان موقفها من لبنان؟
الرفاعي: هذا هو ما نتساءل عنه أيضا.. فإذا كان الموقف السعودي ردا على موقف باسيل، فكان الأحرى أن يكون منذ 40 يوما، أما هذا التأخير فأعتقد أن له علاقة بالصراع الداخلي في لبنان، وربما الهدف منه وضع العراقيل أمام سعد الحريري، لجعل تيار المستقبل أكثر من تيار.
فكما توجد مؤامرة على المقاومة، فهناك مؤامرة على تيار المستقبل لتفتيته، لإخراج أكثر من زعامة في الشارع السني.
سبوتنيك: ولكن السعودية تدعي أنها تدعم القضايا العربية؟
الرفاعي: أريد أن ألفت النظر إلى أن السعودية تطالب لبنان بالاعتذار، أليس من حقي كقومي عربي مؤمن بالقضية الفلسطينية، أنا أطالب السعودية أن تعتذر للشعب الفلسطيني أولا، وللشعب العربي ثانيا، بعدما أقدم أحد أمراء المملكة منذ أسبوع بمصافحة وزير إسرائيلي بابتسامة عريضة، وهذا الوزير يده مغموسة في الدم العربي الفلسطيني، فكان الأحرى بالمملكة أن تعتذر، قبل أن تطالب بالاعتذار.
سبوتنيك: كيف تنظر إلى إعلان الإمارات والبحرين ثم قطر والكويت تضامنهما مع الموقف السعودي واتخاذ إجراءات مماثلة مثل تحذير المواطنين من السفر؟
الرفاعي: نحن ننظر للمسألة باعتبارها نوع من العقوبات الاقتصادية، التي تسير بها القوى الكبرى إذا خالفتها إحدى الدول، فمن الناحية الإسلامية والناحية العربية الأمر مرفوض، فإذا كانت هناك ملاحظات على السياسة اللبنانية عليكم التفاهم مع الحكومة وليس إنزال العقوبات على الشعب اللبناني، الذي يضع خيراته في خدمة العرب.
ولذلك لازلنا نحرص على أن تتراجع هذه الدول عن هذه الخطيئة، والتفاهم مع الحكومة اللبنانية، على كيفية إدارة الاختلاف في وجهات النظر.
سبوتنيك: على ذكر حزب الله.. ما تعليقك على اتهام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للحزب بدعم الحوثيين؟
الرفاعي: هادي لا يملك اتخاذ قرار، وهو مصير وليس مخير، وما يكتب له من تقارير يذيعها أو يحولها لوكالات الأنباء لتعبر عن وجهة نظر من كتبها، فهو مكبل اليدين ولا يملك حرية التصرف، ثم أين هو اليوم؟ فهو ليس موجود في عدن ولا في صنعاء ولا في تعز.. بل هو في الرياض.
لذلك نعود ونقول، أن على حكام المملكة العربية السعودية، العودة إلى ما كانت عليه المملكة من علاقات أخوة، أنه في حالة وجود اختلافات في وجهات النظر، فيجب أن تعالج هذه الاختلافات في البيت العربي وتحت السقف العربي.
(أجرى الحوار: أحمد بدر)