وأشار عطالله إلى أن "احتمالات وجود حرب إسرائيلية جديدة على غزة قد تراجعت، نظراً لدخول وساطات على خط التهدئة، لكن موجة التصعيد الإسرائيلية لم تخمد بالحد النهائي".
سبوتنيك: برأيك ما هي دوافع التلويح الإسرائيلي بالتسهيلات المالية والاقتصادية للفلسطينيين؟
عطالله: وراء الإعلان الإسرائيلي عن تسهيلات مالية واقتصادية للفلسطينيين مسألتين، المسألة الأولى هي حصر مؤيدي الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وإبعاد أكبر قدر من السكان عن الالتفاف حولها، والمسألة الثانية والتي تعد جزءا من السياسة الإسرائيلية العامة التي تقودها الحكومة الإسرائيلية، بما عرف بالسلام الاقتصادي، الذي يعد بديلاً عن المسار السياسي، بعد الفشل الإسرائيلي في المسار الأمني الذي اتخذته ضد الانتفاضة الفلسطينية.
سبوتنيك: لكن هل يمكن لهذه التسهيلات أن تخمد فتيل الانتفاضة؟
عطالله: بالطبع لا، فالأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي أزمة حقوق وطنية وليست أزمة اقتصادية، والهبة الفلسطينية أسبابها سياسية، وتغول إسرائيلي واستيطاني، وتقسيم زماني ومكاني للقدس، واجتياح المستوطنين للأقصى في الفترة الأخيرة، لذا فالصراع على حقوق وطنية وليس على حقوق اقتصادية، حتى تستطيع هذه التسهيلات وأد الانتفاضة.
سبوتنيك: كيف تقرأون اللقاءات الاقتصادية الفلسطينية والإسرائيلية، وهل سنشهد عودة للمفاوضات؟
عطالله: هذه اللقاءات الاقتصادية لم تنقطع يوماً، ففي كل شهر هناك اجتماع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يقرر فيه التحويلات المالية التي تجبيها إسرائيل عن البضائع الفلسطينية، وهذا لا يتعلق بالمفاوضات السياسية بين الطرفين… وبرأيي إسرائيل هي من لا تريد المفاوضات وليس الفلسطينيين، وأعتقد أن هذه اللقاءات تعد كبديل عن المفاوضات السياسية.
سبوتنيك: ما مدى إمكانية تطبيق مخطط المعارضة الإسرائيلية بالانفصال عن الفلسطينيين في الفترة القادمة؟
عطالله: هذا المخطط جزء من المناكفات السياسية في المشهد السياسي الإسرائيلي، فحزب العمل توفرت له فرص الحكم ولم يقم بالانفصال السياسي عن الفلسطينيين، بل إنه قد تراجع قبل فترة قصيرة عن فكرة حل الدولتين، وبالتالي لا أعتقد فيما وصل حزب العمل للحكم أن يستطيع تطبيق الانفصال عن الفلسطينيين كونه سيكون شريكاً لأحزاب من اليمين الإسرائيلي، وليس هناك أمل بوصوله للحكم كما تدلي المؤشرات السياسية الإسرائيلية.
سبوتنيك: برأيك هل تراجعت موجة التصعيد الخاصة بشن حرب إسرائيلية جديدة على غزة؟
عطالله: نعم تراجعت احتمالات وجود حرب جديدة على غزة، نظراً لدخول وساطات على خط التهدئة والمقصود بها هنا تركيا، نظراً لما تمر به من لقاءات مع إسرائيل، لكن موجة التصعيد لم تخمد بالحد النهائي، وما زالت بعض الأطراف الإسرائيلية تتحدث بنفس لغة التصعيد التي كانت تتحدث بها خلال الفترة الماضية.