إعداد وتقديم نواف ابراهيم
بدأت جولة جديدة من اللقاءات السورية السورية في جنيف ، وتدل المعطيات الحالية المنبثقة عن عمليات التحضير لإنطلاق الحوار ، والمستنتجة من التصريحات التي تصدر عن جميع الأطراف المشاركة في هذه الجولة وتحديدأ الراعين لها وهنا نقصد روسيا الإتحادية والولايات المتحدة الأمريكية ، واذا ما نظرنا الى التصريحات الروسية نرى أنها لم تتغير لا في التوجه ولا في اللهجة ، ولكن بدت الثقة التي تحملها التصريحات الروسية الرسمية أكثر قوة من مامضى ، وهذا أمر طبيعي لان روسيا تعي تماما مع من تلعب ولكن على أسس القوانين والشرعية الدولية وبالإتفاق والتطابق في جميع الخطوات مع الحكومة السورية التي بات موقفها في الفترة الحالية أكثر من أي مرحلة مضت ، وليس على أساس المكر والمراوغة واصطياد الفرص والقنص كما تفعل الولايات المتحدة التي خسرت بشكل شبه كامل كل الرهان على حلفائها وماجرى ويجري في تركيا يدل بشكل قاطع على التخلي عن اردوغان ولو بهدف إعطائه درساً مؤقتا عقوبة له على تجاوز جميع الخطوط الحمراء في التعامل مع التطورات الراهنة بحيث في حقيقة الأمر لم يبقى غيره في الساحة التي يسعى الجميع فيها جاهداً الى اعادة خيوط التحالفات بما يتناسب مع تطورات الأوضاع التي تظهر أن الجميع استسلم للحل السياسي بقوة الأمر الواقع ، وهذا مايمكن أن يوضح لنا الليونة التي يتمتع بها المجتمع الدولي في المرحلة الحالية في طريقة التعامل مع الأزمة السورية وحلها ، والتصريحات الأمريكية والإعتراف بدور روسيا الإيجابي في مكافحة الإرهاب والضغط لجهة الحل السياسي ،وتصريحات ديمستورا الايجابية ، وكذلك تصريحات الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي السابق الى سورية والذي قال لو أن الغرب استمع الى روسيا منذ البداية لحلت الأزمة السورية قبل أربعة أعوام ، هذا عدا عن الإنقسام للمعارضات السورية أمام تخلي داعميها عنها وسير قسم لابأس منها في إتجاه التدرء تحت المظلة الروسية والتعبير عن تقدير الموقف والجهد الروسي لحل الأزمة على غرار مافعله أحمد الجربا من خلال تشكيل تيار جديد لم يتوضح بعد لمن يتبع هذه المرة من القوى الخارجية ،.
طبعا الإتجاه الذي تسير اليه الأمور في هذه الأوقات بالذات يتضح أن الإتجاه الصحيح وبدا وكأنه يرضي جميع الأطراف بغض النظر عن المتطلبات التي يقف عندها كل طرف، ونرى أن المعارضة الوطنية الداخلية بمعظمها باتت تعبر بصراحة عن توافقها مع منطق الحكومة السورية وسبل حل الأزمة سياسياً بالرغم من الخلافات أو الإختلافات السياسية بشأن طرق تطبيق الإجراءات اللازمة والضامنة لمستقبل العملية السياسية من خلال العودة بالفعل الى جادة روسيا وصوابيتها التي أنكرتها القوى الدولية ذات المصالح المشتركة طوال السنوات الخمس الماضية.
التفاصيل في حوارنا الأمين العام لحزب الشعب السوري المعارض الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم