انقسمت أسباب انتحار العائلات في الفلوجة بمحافظة الأنبار، غرب العراق، ما بين التي تنتفض ضد إعدام أبنائها على يد تنظيم "داعش"، أو بسبب الجوع الفتاك، فأخذت أم أطفالها الثلاثة ورمتهم من فوق جسر الفلوجة، في نهر الفرات، وألقت بنفسها بعدهم لتموت وإياهم حسرة على زوجها الذي اعتقله الدواعش قبل وقت قصير جداً.
وقبل أن تنتحر الأم خلعت خمارها ورمته بوجه قيادي بتنظيم "داعش" وشتمت التنظيم، بعد أن أخبرها أن زوجها متورط بالتعاون مع الجيش العراقي، وسُينفذ به الإعدام قريباً.
وكشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجح العيساوي، لـ"سبوتنيك"، الأربعاء، أن ثلاث عائلات حاولت الانتحار تنديداً بإعدام أبنائها على يد "داعش" في الفلوجة مساء أمس الثلاثاء، وتم إنقاذها من قبل باقي المدنيين.
وأضاف العيساوي، أن عائلة انتحرت بالكامل مع أطفالها من فوق جسر الفلوجة، قبل نحو يومين بسبب المجاعة من سيطرة "داعش" الإرهابي الذي يمنع الغذاء والدواء عن المدنيين المحاصرين.
ويقول العيساوي، إن الحكومة المركزية عاجزة عجزا كبيرا عن توفير أي دعم للفلوجة، ونحن طالبنا ودعينا مراراً وتكراراً، إما أن تكون الحكومة جادة لتحرير المدينة، أو إننا نتجه لطلب تدخل دولي من الأمم المتحدة لإنقاذ العائلات من الإبادة.
ولوح العيساوي، بالتوجه إلى الأمم المتحدة لطلب تدخل بري أجنبي لإنقاذ مدينة الفلوجة وتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش".
وألمح العيساوي، إلى أن أكثر من سبع عائلات مدنية انتحرت في الفلوجة، حتى الآن للخلاص من "داعش".
وحصلت "سبوتنيك" على إحصائية منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، عبر مصدر محلي من داخل الفلوجة، الأربعاء، تشير إلى 8 ضحايا من الانتحار في المدينة وهم مقتل أربعة أطفال على يد ذويهم الذين انتحروا، مع امرأتين اثنتين، ورجل شنق نفسه.
ثلاثة أطفال رمتهم أمهم في النهر وانتحرت بعدهم، وتوأمان ذكور حديثا الولادة رماهما الأب في النهر أيضاً لانعدام حليب الرضع في المدينة وجفاف ثدي الأم، وامرأة قتلت نفسها بأداة حادة.