تعتبر بطولات كرة القدم أحد الفعاليات التي تجمع الملايين من الجماهير، وأبرز المجالات في أوروبا، لارتباطها بقطاعات اقتصادية مهمة وما لها من مردود قوي على واقع الاستثمارات المختلفة في العالم وليس في أوروبا فقط.
ومع استعداد أوروبا إلى تنظيم بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2016" خلال الفترة من 10 يونيو/حزيران إلى 10 يوليو/تموز، في فرنسا التي تعرضت هي الأخرى لسلسلة من العمليات الإرهابية، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن إقامة نهائيات كأس أوروبا المقررة الصيف المقبل في فرنسا في ظل استعدادات أمنية مشددة، لحماية أرواح مئات الآلاف من عشاق الساحرة الكروية.
وبينما أشار نائب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، جانكارلو ابيتي، إلى أنه لا يجب استبعاد فرضية إقامة مباريات "يورو 2016" من دون جمهور، بسبب المخاوف الأمنية التي أصابت أوروبا بعد تفجيرات بروكسل.
ويرى الناقد الرياضي المصري، فتحي سند، في حديث لـ "سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن الأحداث الإرهابية التي شهدتها بلجيكا ومنذ فترة في فرنسا وستاد فرنسا الأوليمبي ووقع ضحايا ومع تكرار العمليات الإرهابية، سيكون لها تأثير على إجراءات تنظيم "يورو 2016" والتي ستكون مشددة، مشيراً إلى أن الحديث حاليا يدور حول إجراءات خاصة لدخول الجماهير إلى الملاعب التي تقام عليها المباريات، وبعض المباريات يمكن أن تقام بدون جماهير.
وأوضح أن التعزيزات الأمنية ستكون المحور الأساسي في بطولة أوروبا التي ستقام بعد أيام، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم بدأ في دراسة بعض الإجراءات لتأمين خروج البطولة إلى بر الأمان، مشيراً إلى أن بطولة الأمم الأوروبية تنتظرها الجماهير ولا تقل أهمية عن بطولة كأس العالم لطبيعة الفرق المشاركة، الشركات الراعية والبث التلفزيوني.
اعتبر الناقد الرياضي المصري أن بطولة "يورو 2016" في "خطر" بسبب الحذر والترقب ومواجهة المشاكل الأمنية يمكن أن تقلل كثيرا من المتعة التي ينتظرها الجمهور ليس في أوروبا فقط بل في كل دول العالم.
ولفت إلى الضغوط النفسية التي يمكن أن تسيطر على الفرق المشاركة، حيث الإجراءات الأمنية المشدد في الملاعب والفنادق، إلى جانب الضغط الواقع على اللاعبين، وبالتالي تأثر المستوى الفني. مشيراً إلى أن الأجواء الطبيعية توفر مساحة كبيرة للإبداع، ولكن في حالة الخوف فإن حالة الإبداع تتأثر بشكل كبير حتى في ظل كثافة الإجراءات الأمنية في ظل حالة من القلق والتوتر تسيطر على الجميع.
وأكد أن الإرهاب يهدد الاقتصاد والسياحة وقطاع الرياضة العريض وأن الخسائر هي خسائر فادحة، وقال محذراً "من لم يصبه الإرهاب يترقبه"، داعيا المجتمع الدولي بالحرب على الإرهاب في إطار توحيد الجهود العالمية للقضاء على الإرهابيين.
ومن جانبه عبر الرئيس السابق للاتحاد المصري لكرة القدم، عصام عبد المنعم، عن أمله في ألا تؤثر العمليات الإرهابية التي تعرضت لها بروكسل على تنظيم بطولة "يور 2016" وفرض مزيد من الاحتياطات الأمنية، في هذا الحدث الرياضي الذي يجمع العالم كله وينبذ التعصب. وأضاف "الإرهابيون هم أعداء الحياة، ولا يجب السماح لهم بتغيير حياة الناس وبرامجها. أنا ضد تغيير أي برامج. ليس هناك ما يمنع من تشديد الإجراءات الأمنية خلال إقامة البطولة حتى لا ينجح الإرهاب في تغيير نموذج حياتنا".
وأوضح أن الرياضة لغة عالمية تجمع العالم في إطار من الروح الجميلة، ويجب أن تكون هناك إجراءات أمنية أكبر لضمان تنظيم هذا الحدث الرياضي، مشيراً إلى أن ما حدث في بروكسل وباريس يثير مخاوف الناس، ومع ذلك لا يجب السماح للإرهاب الأسود أن يغير حياة الناس.
— تقرير أشرف كمال-