تواجه المرأة في السعودية إجراءات قانونية وإدارية معقدة، وسيطرة واضحة للفكر القديم على شريحة كبيرة من الرجال في المجتمع بعيداً عن كون المرأة شريك في بناء المجتمع مثلها في ذلك مثل الرجل لها ما له وعليها ما عليه، ولكن في إطار جهود المملكة تجنب الانتقادات الخارجية وفي ضوء الحركة النسائية البارزة في البلاد، وتأييد شريحة ليست بالقليلة من الرجال لحق المرأة في أن تحصد ثمار التطور الحضاري والثقافي، بدأت المرأة السعودية في الحصول على بعض من حقوقها وإن كانت لا تزال تحتاج المزيد في ظل ما تتمتع به من قدرات كبيرة يمكن من خلالها المساهمة في تغيير حقيقي للمجتمع وبدون تجميل للصورة على غير الحقيقة.
مشاركة سياسية محدودة:
سمحت الحكومة السعودية للمرأة بخوض انتخابات البلديات، حيث تمكنت 20 امرأة من الفوز من الحصول على 20 مقعداً رغم القيود التي فرضت على إدارة الدعاية الانتخابية للنساء لمواجهة الرجال الذي ظلوا لعقود طويلة سيطرون على هذه المقاعد.
وقبل الانتخابات البلدية سمحت السلطات السعودية للمرأة بالمشاركة في مجلس الشورى، حيث أعاد الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز تشكيل مجلس الشورى، عام 2013 وأقر تعيين 30 سيدة بنسبة 20 بالمائة من مقاعد المجلس الذي يضم كذلك 130 عضوا من الرجال.
وترى رئيس اتحاد نساء مصر، الدكتورة هدى بدران، في حديث لـ "سبوتنيك" أن هناك خطوات متقدمة في وضع المرأة السعودية، وأن قرار المشاركة السياسية وإن كان محدوداً فهو خطوة إيجابية وكبيرة لأن إشراك المرأة كنصف المجتمع في القرارات التي يتخذها مجلس الشورى ولها اعتبار لوجهة نظر المرأة، وبالتالي فإن تواجد المرأة في الحياة السياسية والتعبير عن رأيها في القضايا العامة، يعتبر مهما جداً بجانب أن يكون لها رأسيها في القضايا التي تخص المرأة بشكل خاص.
هناك ثقافة عامة تجاه المرأة العربية ومع ذلك فهناك اختلافات ومفارقات في وضع المرأة في الدول العربية، ولكن هناك ثقافة عامة تجاه وضع المرأة، في ظل انتقادات الخارج لوضع المرأة باعتبار أن الدين الإسلامي يحجم دور المرأة.
المرأة السعودية متميزة في كصير من المجالات وبالمشاركة السياسية فهي تستكمل دورها فهناك سيدات أعمال ناجحات، هناك سيدات في جمعيات أهلية ناجحة ونشطة.
وتقول وزير مفوض رئيس قطاع المرأة والأسرة والطفل بجامعة الدول العربية سابقا، مستشار اليونسكو، الدكتورة عبلة إبراهيم، في حديث لـ "سبوتنيك" أن ما تحقق للمرأة السعودية يعتبر انجاز، خاصة وأن المرأة العربية تنتزع حقوقها ولا تمنح لها وذلك من خلال جدارتها في الأداء ببعض المواقع والانجازات التي تحققت.
وتساءلت مستشار اليونسكو، عن المساحة التي يمكن ان تمنح للمرأة خلال المشاركة في مجلس الشورى أو المحليات، وهل ستشارك الرجل من خلف حجاب أو ساتر.
عادات وتقاليد قاسية
وتعتبر العادات والتقاليد والموروث الثقافي لنظرة المجتمع إلى المرأة أحد أهم الأسباب التي جعلت من المرأة السعودية متأخرة عن نظيرتها في المجتمعات الأخرى حتى بين النساء العربيات في الحصول على كامل حقوقها، فالمملكة لا تزال تحظر على المرأة قيادة السيارة، والحاجة إلى موافقة ولي الأمر (الأب أو الزوج أو الابن) للسفر خارج المملكة، إلى جانب القيود الصارمة على ملابس وهيئة المرأة في الأماكن العامة، مما يتسبب في انتقادات من جانب المجتمع الدولي حول وضع المرأة في السعودية.
وتقول الدكتورة هدى بدران، أنه رغم التحرك الذي يشهده المجتمع السعودية لتحسين حال المرأة، وتأثير واضح للحركة النسائية، فإن القضية ليست انتقادات خارجية، مشيرةً إلى أن هناك فجوات وثغرات حول وضع المرأة السعودية، ولكن مع استمرار الحركة النسائية وتواجد المرأة في المجالس وأماكن صنع القرار يمكن ان يساهم في سد هذه الثغرات وتغيير تلك القوانين وسيكون لها تأثير على الرأي العام وعلى مجالس اتخاذ القرار.
وأضاف أن في كل مجتمع هناك ثقافة سائدة لدى كثير من الرجال أن المرأة مخلوق كي يبقى في البيت وعملها محدد بالإنجاب، ولكن في أي مجتمع هناك نحبة مثقفة تقود الحركة مع السيادات الناشطات، موضحة أن قيام المرأة بدورها وإثبات جدارتها وكفاءتها يساهم بشكل كبير في الرد على ما يثار من عد قدرة المرأة مشاركة الرجل تنمية المجتمع.
وترى مستشار اليونسكو، الدكتورة عبلة إبراهيم، أن العادات والتقاليد في العالم العربي تفرض بعض القيود مما يجعل المرأة العربية تنتزع حقوقها انتزاعا وعن جدارة، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية تكرم المرأة، ولكن الرجل العربي تأخر كثيرا في تكريم المرأة العربية، والحديث هنا يدور عن العنف ضد المرأة خاصة العنف المعنوي والذي يتمثل في تعدد الزوجات رغم أن هذا الحق مشروط بعدد من الضوابط التي نصت عليها الشريعة الإسلامية.
وأشارت ان المرأة السعودية مثلها مثل المرأة في الدول العربية الأخرى تواجه صعوبات وما قالت عنه "الردة العقلية" على خلاف مكن تعاليم القرآن والشريعة الإسلامية.
ما تحقق للمرأة في السعودية هو إنجاز بالمقارنة للوضع السابق، ولكن يبقى أمامها الكثير حتى تتجاوز تلك العقبات والصعوبات التي تقف أمام طموحات المرأة ليس في السعودية فقط بل في المنطقة العربية حيث تتطلع إلى ما مزيد من المكتسبات التي تحققت.
ـ تقرير أشرف كمال ـ