بعد حوالي 3 أسابيع من المعارك العنيفة والمعقدة بين قوات الجيش السوري وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، أعلن الجيش السوري، صباح الأحد 27 مارس/آذار 2016، سيطرة قواته على مدينة تدمر السورية.
الهجوم الذي مازال يشنه الجيش السوري منذ أسابيع على المدينة وما حولها مدعوماً بغطاء جوي روسي، وعناصر من القوات الخاصة الروسية على الأرض، أوقع الصدمة الأقوى لإرهابيي "داعش" في البادية السورية.
كل هذا أطلق أفراح السوريين بهذا الإنجاز العظيم والاستراتيجي على طريق محاربة الإرهاب كما يصفونه، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعابير وتعليقات السوريين المبتهجة بهذا الإنجاز.
"سبوتنيك" رصدت أراء وكلام بعض المواطنين السوريين لها، في خضم ما حصل من إنجاز، ووصف غياث فهد، محامي سوري، التحرير بقوله، "عودة زنوبيا بتغنيني عن عودة الماء لمدينتي، دحر الدواعش في تدمر يوازي هزيمة النازيين في ستالينغراد، استشهاد الروسي العظيم وهو منذ أكثر من عشرة أيام خلف خطوط "داعش" ينقل لقادته الإحداثيات تذكرني بأساطير قرأتها".
وبارك سامي نجم السوريين بقوله، "مبروك تحرير تدمر من الفكر الوهابي الداعشي، مبروك العمل الإعلامي الاحترافي وألف رحمة على شهداء الجيش".
وقالت فرح، صحفية سورية، "إن ما رأيناه من صور تكفيرية تدل على قمة التخلف والجهل والكفر، من صور ولافتات وكتابات إلى أسماء المدارس التي حولوها لأسماء جاهلية إلى العبارات الطائفية والإرهابية، غير عشرات الأقفاص للنساء التدمريات اللواتي التي كانت تباع في سوق النخاسة… تحرير تدمر اليوم أهم من أي تحرير آخر".
وعبر، باسل أبو شاش إعلامي سوري، بوصفه أن "تحرير تدمر كان من أكثر الأخبار المفرحة لي لأنه يحمل أهمية ودلالات عديدة…نتيجة لأهمية المدينة تاريخياً وأثرياً ولموقعها والذي سيسهم بدرجه كبيرة بامتداد المعارك مع تنظيم "داعش" إلى الشرق نحو الرقة ودير الزور".
وبالتزامن مع أعياد الفصح المجيد، كتب الدكتور مروان الخطيب، "قام الجيش السوري بتحرير مدينة تدمر بالكامل… حقا قام".
وتجمع عدد كبير من العرب المتواجدين من أقطار ودول عربية عديدة، وشاركوا فيها مباركة مشتركة يباركون فيها لقوات الجيش السوري والحكومة السورية لتحريرهم مدينة تدمر الأثرية، داعيين العرب جميعا للوقف في وجه الإرهاب ودعم سوريا بكافة الوسائل الممكنة.
وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي من أهم المنابر المستخدمة من قبل السوريين وخصوصا في أوقات الحرب، والتي أصبحت مكانا لمتنفسهم والتعبير عن مشاعرهم عبر إظهارهم للعالم أجمع حجم المشاعر التي يكنوها بجميع المناسبات السعيدة والحزينة.
واعتبرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة وتضيق الخناق على إرهابيي التنظيم وتقطع خطوط إمدادهم في المناطق التي يسيطرون عليها وصولا إلى استعادتها بالكامل وإنهاء الوجود الإرهابي فيها.
نحو القريتين
عقب ساعات من تحرير تدمر، أطلق السوريون حملة "نحو القريتين"، في إشارة كبيرة لشدة التفاؤل والثقة بقدرات قواتهم المقاتلة في الأرض والجو في معارك القتال الصحراوية أمام عناصر إرهابيي "داعش"، إذ يعول جميع السوريين على إكمال التقدم في عمق البادية وتحرير كافة المناطق من سيطرة عناصر التنظيم، والتي بدورها ستفتح الأبواب أمام فك الحصار عن حوالي 700 ألف محاصر في مدينة دير الزور السورية، والوصول إلى مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وتتبع مدينة القريتين لمحافظة حمص على تخوم البادية السورية تبعد حوالي 85 كم عن مركز المحافظة، يجاورها من الغرب بلدات مهين وحوارين وصدد ومن الشمال الشرقي مدينة تدمر ببعد يقدر بـ 160 كم، ومن الجنوب سلسلة جبال تمتد حتى جبال القلمون.
غير أن قوات المشاة السورية أصبحت على ما يقارب 3 كيلومترات من بلدة القريتين الاستراتيجية، وبتقدمها في جبال الحزم والتلال المحيطة بالمنطقة الصحراوية تكون تفاصيل التحرير مشابهة لمعادلة تحرير تدمر ومطار تدمر العسكري.
