إعداد وتقديم نواف ابراهيم
يقوم حاليا المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية ستيقان ديمستورا بجولة في المنطقة لإجراء مشاورات مع الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة في سورية ، وعلى وجه الخصوص إيران والسعودية ، وبطبيعة الحال موقف كل البلدين من طرق حل الأزمة السورية واضح تمامأ ، فا إيران تدعم بكل ماعندها الحكومة السورية الشرعية وتقدم لها كل أنواع المساعدات من أجل الإستمرار في مواجهة تنظيم "داعش " الإرهابي والمجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى ، وتدعم كذلك الحل السياسي للأزمة وفق الدستور السوري وقرارات الشرعية الدولية وتدعم خيار الشعب السوري في تقرير مصير ، ولكن الفرق بينها وبين السعودية هو أن إيران لم تتدخل في شؤون الدولة السورية ولم تفرض شروطها عليها مقابل المساعدة التي تقدمها ، ولو أن الحديث يجري عن وجود قوات خاصة إيرانية تحارب الإرهاب في سورية ولكن بطلب رسمي من الدولة السورية ،على غرار ذاك الطلب الذي تقدم به الرئيس السوري بشار الأسد الى روسيا لتقديم المساعدة في مواجهة المجموعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحد ، ومن دول أقليمية وعلى رأسها السعودية التي دعمت المجموعات الإرهابية في العلن والسر ، وعملت على تنظيم وفد خاص بها أطلق عليه تسمية وفد الرياض ، طبعا هنا نرى أن دور السعودية بالتعاون مع تركيا وإسرائيل كان ومازال كبيراً جداً في تأخير التوافق السوري السوري ، وانطلاق العملية السياسية في البلاد ، ومن هنا نرى أن ديمستورا وبتوجيه من الولايات المتحدة يسعى لإحداث خرق يجعله في موقف القوي ، ويجعله يعطي السعودية دوراً مميزاً في هذا التدخل دون أن يكون هناك أي لفت نظر أن إمتعاض من القوى الدولية والإقليمية التي تعي تماماص دور السعودية في الأزمة السورية وفي أزمات المنطقة ككل ، ولذا كان على ديمستورا أن يقوم بهذه الجولة الطويلة حتى يصل الى السعودية دون أن يضع عليه نقطة تضعه في خانة اليك كونه يعطي السعودية الفرصة التي لاتستحقها السعودية في إملاء شروط الوفد الذي أسسته في مخالفة واضحة للقوانين والشرائع التي تحم العلاقات بين الدول ، ولاتسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية وهذا الحق يكفله ميثاق الأمم لمتحدة لكل الدول ذات السيادة.
اذا ديمستورا يبحث عن اختراق جديد من شأنه ان يساعده على تحقيق اي تقدم في حل الأزمة السورية واسير بإتجاه الحل السياسي بما يتوافق مع الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة مع الحفاظ على الدور الذي يؤديه لها حلفائها بشكل غير مباشر.
التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد فهد حيدر