دمشق — سبوتنيك- فداء شاهين
وحول أسباب ارتفاع أسعار الذهب تحدث غسان جزماتي رئيس الجمعية الحرفية للصياغة والمجوهرات في دمشق، لـ"سبوتنيك" عن أن ارتفاع سعر الذهب في الأسواق السورية سببه 70 % عالمي حيث ارتفع سعر الذهب عالميا ووصل إلى 1266.01 دولاراً للاونصة، وذلك بسبب قرار المجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" بزيادة أسعار الفائدة التي يتوقعها خلال عام 2016 ، وهذا الأمر سيدفع أعدادا كبيرة من المستثمرين لإيداع أموالهم في المصارف والبنوك وهذا سيكون على حساب الاستثمار في مجالات وأنشطة اقتصادية وتجارية أخرى ومن بينها الاستثمار في الذهب ومن هنا يمكن القول بأن رفع سعر الفائدة المصرفية الأمريكية يمكن أن يشكل ضغوطا على أسعار الذهب.
أما السبب المحلي لارتفاع الذهب فيعود بحسب جزماتي إلى زيادة حركة الإقبال على السوق وارتفاع سعر صرف الدولار محلياً علما انه من الصعب الجزم بارتفاع سعر الذهب أو استقراره حاليا نتيجة الظروف الاقتصادية غير المستقرة التي تنعكس على واقع سعر الذهب.
ومن المعروف أن أسعار الذهب تزداد بشكل كبير في حالات الانكماش الاقتصادي ، الأمر الذي يؤول في النّهاية إلى اتخاذ البنوك المركزية قرارات بتقليل معدلات الفائدة على عملاتها، حيث نجد أن أسعار الذهب ترتفع في حالات تدهور أسعار صرف الدولار, للتعويض عن الهبوط، كما يحدث الأمر نفسه في حالات زيادة أسعار النفط عالمياً مما يهدد بموجة عالية من زيادة معدلات التضخم العالمية وذلك بسبب كون الذهب الملاذ الآمن للاستثمارات والمستثمرين، فضلاً عن كونه الوسيلة الأفضل لتجنب تراجع القيمة الشرائية للنقود وهذا ما يدفع السوريين إلى شراء الذهب للحفاظ على قيمة الأموال.
ومع ذلك لم يستطع الذهب لجم ارتفاع سعر الصرف الذي يتصاعد في سوريا فالدولار يعتبر أحد أهم أسباب تغيّر أسعار الذهب عامةً وأيضاً أسعار الذهب الآجلة فحتى يومنا هذا يباع الذهب ويشتري بالدولار، إضافة إلى أن الدولار هو العملة التجارية الرئيسية في العالم والعملة الاحتياطية العالمية ويتم تنفيذ الجزء الأكبر من التجارة العالمية به في حين أن جميع الدول تسدد ديونها العالمية بالذهب، وحتى وقت قريب كانت الغالبية العظمى من دول العالم تستخدم الذهب كقاعدة بحيث يمكن الحصول على كمية معينة من معدن الذهب, في مقابل غالبية العملات الورقية من أي خزينة قومية أو أي مصرف عملات.
وشهدت الفترات الماضية ارتفاعات كبيرة، وتقلبات جنونية في أسعار الذّهب حيث أصبح يسجّل ارتفاعاً جديداً يومياً، يضاف إلى الارتفاع السابق، ولم يلق هذا الأمر القبول من المواطنين، وخاصّة المضطرين لشراء الذهب، وهم المقبلون على الزواج والاستقرار حديثاً.
والسبب الرئيسي وراء الاستثمار في الذهب هو الأمن، حيث يثق الناس بصورة كبيرة في معدن الذهب عن غيره من أشكال الاستثمار كالأسهم، ناهيك عن أن الذّهب يمكن أن يحقق عائداً سنوياً يصل إلى نسبة 20٪ ومع ذلك، فإن أسعاره ترتفع باستمرار عاماً بعد الآخر، في حين أن الاستثمارات الأخرى لا تفعل ذلك, بمعني آخر، الذّهب واحداً من الاستثمارات الأكثر استقراراً والتي توفر القدرة على وضع جميع ما يكتنزه المرء فيها، هذا لأنه لا يتأثر بالتضخم وعوامل السوق الأخرى والتي أثرت بشكل كبير على أنواع الاستثمار المختلفة خاصة خلال الأعوام القليلة الماضية. كما يتميز الذهب بقدرة عالية على البيع، ففي أي وقت ترغب في بيع معظم ما تكنزه من المعدن النفيس, ستجد المشتري, والسعر معروف عالمياً، وليست هناك أي مشكلة في بيعه مثلما قمت بشرائه، وهذا بلا شك مبرر لن تستطيع أن تجده في أي نوع آخر من أنواع الاستثمار.
ويتم تحديد العيار بدرجة نقاوة الذهب بالجزء من الألف أو بالعيار الأمريكي فمثلاً يقابل العيار 24 درجة النقاوة 1000 والعيار 21 درجة النقاوة 875 والعيار 18 يقابل درجة النقاوة 750 وتختلف أسعار الذهب بناء على ذلك.
وتعتبر الأونصة واحدة لقياس الذّهب, وتسمى الأونصة أيضاً الأوقية, هي كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية unecia, كما لها أصل في اللّغة الإنكليزية القديمة يدعى يونسان, يختلف مقدار الأونصة باختلاف الموزون, فمثلاً إذا كان الموزون معدناً من المعادن النّفيسة, كالذّهب والفضّة, والبلاتين, والبلاديوم, فتعادل الأونصة 31,10غرام, ولكن في موازين أخرى تعادل 28و34 غرام فقط, لذلك يجب معرفة الموزون أولاً لتحديد مقدار الأونصة الصّحيح، والأونصة أو أوقيّة الأوزان الدّولية الأكثر شيوعاً واستخداماً في عالمنا اليوم, ويرجع السّبب في ذلك وراء قيام الولايات المتّحدّة الأمريكيّة بالاتفاق مع دول الكومنوالز في عام 1959, على تحديد الأوزان الدولية, لتساوي الأونصة بالضّبط 28و34 غرام.