اللاذقية-سبوتنيك
ويعاني السكان من ظروف مأساوية متعلقة بمخلفات الحصار، مما جعلهم يعتمدون على الطبيعة في قضاء بعض الحاجيات كاستخدام الحطب للطهي ومياه الأمطار للشرب، كما يعد سقوط عشرات القذائف بشكل شبه يومي من المعوقات التي تدفع بالأهالي لعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفاً عليهم من الموت القادم من السماء.
وقال "علي" وهو من سكان بلدة "كفريا" الواقعة في "ريف إدلب" لـ"سبوتنيك"، أن أكثر من 80 قذيفة صاروخية متنوعة سقطت في البلدتين أدت لجرح أكثر من 11 مدنياً بينهم أطفال ونساء.
وأضاف، عن أي هدنة يتحدث المجتمع الدولي وسكان البلدة يتلقون كل يوم عشرات القذائف التي تدفع الأطفال للموت، أخبرنا مركز مراقبة الهدنة في القاعدة الروسية، وننتظر منهم تحركا عاجلا لإنقاذنا.
وتحدث "محمد" وهو أب لطفلين قتلوا في سقوط قذيفة هاون أمام منزل العائلة في بلدة "الفوعة" عن استنزاف بشري تشهده البلدة المحاصرة، وقال: إن السكان يعانون من ظروف حياتية صعبة بسبب نقص المواد التموينية والشح الكبير في الدواء، وهذا يهدد حياة الكثيرين بموت بطيء، وهناك الكثير من حالات بتر الأطراف بسبب عدم وجود طواقم طبية متخصصة لمعالجة بعض الإصابات.
فيما لم تخف السيدة "أم زينب" خوفها الشديد على حياة طفلها الرضيع بسبب عدم وجود حليب ومحدودية المعونات التي تصل إلى البلدتين عن طريق الأمم المتحدة، إضافة لعدم توفر اللقاحات التي تقي من بعض الأمراض المتفشية.
وتحاول الدولة السورية والحكومة الروسية إيصال أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية والطبية إلى البلدتين عن طريق رميها بالمظلات جواً، ولكن الظروف الجوية لا تساعد في وصولها أحياناً وقد تسقط في مناطق تابعة للجماعات الإرهابية.
ويعاني سكان البلدتين من حصار منذ أكثر من سنتين، ولكن أصبح خانقاً بعد دخول "جيش الفتح" إلى مدينة "إدلب" لتصبح البلدتين معزولتين بالكامل عن المحيط الخارجي الذي يعد أهم معاقل جيش الفتح في المنطقة.